المعارضة الليبية تسيطر على مدينة اجدابيا النفطية
قالت المعارضة الليبية إن قواتها المدعومة من جانب الطيران الغربي انتزعت
السيطرة على مدينة اجدابيا النفطية من القوات الموالية للعقيد معمر
القذافي.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن المواقع الدفاعية التي كانت تحتلها
قوات القذافي بدت مهجورة امام تقدم قوات المعارضة، التي شوهد عناصرها وهم
يلوحون باشارات النصر، وان فلول قوات القذافي انسحبت نحو بلدة البريقة
يطاردها مسلحو المعارضة.
وقال مراسل بي بي سي في اجدابيا إنه شاهد نحو
عشرين دبابة وآلية وقطعة مدفعية تابعة لكتائب القذافي اما مدمرة او مهجورة
في ساحة المعركة قرب المدخل الشرقي لاجدابيا.
ونقل مراسلنا عن شهود قولهم إن المزيد من المعدات المدمرة موجودة عند مدخل المدنية الغربي، حيث انتشرت جثث قتلى قوات القذافي.
وقال إن عددا من سكان المدينة اعتلوا الآليات
المدمرة وهم يطلقون النار في الهواء احتفالا بتحريرها من قبضة القذافي
ويهتفون بعبارات الشكر للرئيس الامريكي اوباما ورئيس الحكومة البريطانية
ديفيد كاميرون.
وتقول مصادر المعارضة إن مقاتليها يقومون بتفتيش المدينة بحثا عن اية جيوب تابعة لقوات القذافي.
وكانت اجدابيا قد تعرَّضت لعمليات قصف جوي استهدفت
مواقع قوات القذافي، إذ سُمع هدير طائرات في الجو، فيما ازدادت
الانفجارات وارتفعت سحب دخان كثيفة في سماء المنطقة ليلة الجمعة.
وتمكَّنت القوات الموالية للقذافي الأسبوع الماضي
من السيطرة على إجدابيا، وكانت على وشك دخول مدينة بنغازي، معقل
المعارضة، قبل أن يجبرها تدخل قوات التحالف على أن تعود أدراجها.
كما سمعت اصوات انفجارات قوية في العاصمة الليبية طرابلس صباح السبت.
على صعيد آخر، قال ناطق باسم المعارضة إن غارات
جوية غربية استهدفت يوم السبت عددا من المناطق على مشارف مدينة مصراتة
الواقعة تحت سيطرة المعارضة والتي تقصف منها قوات الزعيم الليبي معمر
القذافي المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن الناطق قوله في حديث هاتفي
من مصراتة "إن طائرات التحالف تحلق في الجو فوق مصراتة وقصفت مواقع قوات
القذافي على مشارف المدينة."
وكان أحد سكان مصراتة قد قال لوكالة رويترز يوم
السبت إن القوات الموالية للقذافي ما زالت تهاجم المدنيين في المدينة
الخاضعة لسيطرة المعارضة، وإن عدد القتلى خلال الاسبوع المنصرم يبلغ 115
قتيلا.
واضاف: "ما زالت هناك عمليات الان تقوم بها قوات
القذافي ضد المدنيين في المدينة، فقوات القذافي مازالت تسيطر على مدخلي
المدينة الشرقي والغربي، والقناصة مستمرون في استهداف المدنيين."
وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق إن ثلاثة
انفجارات هزت ليل الجمعة/السبت منطقة تاجوراء الواقعة شرقي العاصمة الليبية
طرابلس، مما أسفر عن اشتعال النار في موقع عسكري في الضاحية المذكورة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد سكان المنطقة قوله إن ثلاثة
انفجارات متتالية هزَّت الحي، فتحطَّمت بعض الواجهات الزجاجية في المباني،
مشيرا إلى أن الانفجارات الثلاثة وقعت على بعد حوالي 300 من منزله.
موقع رادار وأضاف: "لقد استهدفت الغارات موقعا عسكريا للرادارات، ولا تزال النيران مشتعلة فيه".
وقد أكَّد التلفزيون الرسمي الليبي النبأ، حيث نقل
عن مصدر عسكري قوله: "إن مواقع عسكرية ومدنية بمنطقة تاجوراء تعرَّضت
للعدوان الاستعماري الصليبي".
يُشار إلى أن قوات التحالف، الذي يضم كلا من
الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولا غربية وعربية أخرى، يشن منذ بدء
عملياته ضد قوات الموالية للقذافي في التاسع عشر من الشهر الجاري غارات
يومية على مناطق تقع فيها منشآت عسكرية في تاجوراء وغيرها من الأراضي
الليبية الأخرى.
تأكيد رسمي وكان التلفزيون الليبي قد ذكر في وقت سابق أن قوات
التحالف شنَّت مساء الجمعة غارات على مدينة زليطين الواقعة على بعد حوالي
160 كيلومترا شرقي طرابلس، وعلى منطقة الوطية في الغرب.
في غضون ذلك أعلن مسؤول في وزارة الصحة الليبية أن غارات الائتلاف الدولي
على ليبيا اوقعت 114 قتيلا على الأقل و445 جريحا بين يومي الأحد والأربعاء
الماضيين، وذلك دون تحديد عدد المدنيين في هذه الحصيلة.
من ناحية أخرى قال الأدميرال الأمريكي بيل كورتني، عضو قيادة أركان
الجيش الأمريكي، إن القذافي يوزِّع الأسلحة على "متطوعين" مدنيين بغرض
إرسالهم لمحاربة المعارضين، مؤكدا أن هذا الإجراء يعدُّ دليلا على ضعف
القوات الليبية.
وقال كورتني: "علمنا اليوم أنه بدأ يسلِّح ما يسميهم متطوعين لمحاربة المعارضة".
وأضاف: "لست على يقين من أنهم متطوعون حقا، ولا
أدري كم عدد الذين سيتمكن من تجنيدهم. لكنني أرى أن ذلك ينمُّ عن أنه بات
يرى من الضرورة البحث عن تعزيزات من المدنيين".
إعلان الناتو على جانب آخر، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"
تعيين جنرال كندي للإشراف على تطبيق قرار الأمم المتحدة الخاص بفرض منطقة
حظر الطيران فوق ليبيا.
وسيتولى الجنرال تشارلز بوشارد قيادة عمليات الدورية والمراقبة للمجال الجوي فوق ليبيا وعمليات الدورية البحرية في البحر المتوسط.
وسيواصل الجيش الأمريكي قيادة العمليات الهجومية ضد القوات البرية التابعة للقذافي في الوقت الراهن.
وكان الناتو قد وافق الخميس الماضي على تولي تنفيذ حظر الطيران فوق ليبيا.
وقال الأمين العام للحلف، أندريس فوغ راسموسن، إن
تفويض الناتو لن يتجاوز فى الوقت الراهن مهمة فرض حظر الطيران، وأن عملية
منفصلة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ستتولى حماية المدنيين
الليبين.
مراقبة الحظر وأكد راسموسين التزام جميع أعضاء الحلف بقرار مجلس الأمن، وأشار إلى ترحيب الحلف بأي دعم من شركائه في عمليات مراقبة الحظر.
وأعلنت رئاسة الأركان الفرنسية أن طائرتين قطريتين
من طراز ميراج 2000 ترافقهما طائرتان فرنسيتان من النوع نفسه أنجزت
الجمعة أول مهمة جوية لقطر في الأجواء الليبية.
وأشارت رئاسة الأركان على موقعها على شبكة
الإنترنت إلى أن هذه العملية تمثل "أول مشاركة جوية لبلد في الجامعة
العربية في إطار العمليات المتعددة الجنسيات في ليبيا".