بعد كلمة القذافي.. دوي انفجارات في طرابلس
سمع دوي انفجارات عديدة في العاصمة الليبية طرابلس، تلاها إطلاق
نيران المضادات الأرضية في الجزء الغربي من العاصمة الليبية طرابلس فجر
الأربعاء، غير أنه لم تتضح طبيعة هذه الانفجارات ولا مصدرها، إلا أنه توجد
في تلك المنطقة قاعدة عسكرية.
وفي وقت سابق، تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي بصد الهجوم ضد قوات التحالف الدولي التي تسعى لفرض حظر جوي على ليبيا.
وقال القذافي في كلمة قصيرة أمام حشد من أنصاره والمؤيدين له في
باب العزيزية، بثها التلفزيون الليبي الرسمي مساء الثلاثاء، بعد توقف مؤقت
لعمليات القصف الدولي: "لن نستسلم.. إنهم لن يرهبونا.. وسوف نهزمهم بأي
وسيلة متاحة."
وحول القصف الذي تتعرض له ليبيا، قال القذافي: "إنها حرب صليبية
جديدة، حرب على الإسلام، فليحيا الإسلام، كل الجيوش الإسلامية يجب أن
تشترك في المعركة، كل الأحرار يجب أن يشاركوا في المعركة"، وتابع: "مظاهرات
في كل مكان تؤيدكم، في آسيا، في أفريقيا، في أمريكا، في أوروبا."
وأضاف القذافي في كلمته التي أذاعها التلفزيون الرسمي : "نحن
سنهزمهم، على المدى الطويل سنهزمهم، على المدى القصير سنهزمهم، مستعدون
للمعركة سواء كانت طويلة أو قصيرة، أقوى دفاع جوي هي الجماهير، القذافي هنا
وسط الجماهير."
وفي إشارة إلى الدول المشاركة في عملية "فجر أوديسا" العسكرية،
التي تهدف إلى فرض حظر جوي على بلاده، قال القذافي: "عدوان ظالم سافر من
حفنة فاشيين، سيضعهم التاريخ في مزبلته"، وأضاف: "نحن نقود ثورة عالمية ضد
الامبريالية والطغيان."
هدوء باليوم الرابع من "فجر أوديسا"
تزامنت كلمة القذافي مع دخول العملية العسكرية، التي بدأت مساء
السبت الماضي، يومها الرابع، إلا أن الأوضاع قد بدت هادئة نسبياً مساء
الأربعاء، وسط ظهور بوادر انقسام بين الدول المشاركة في عملية "فجر
أوديسا"، حول دور محتمل لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في قيادة العملية.
وقد جاء هذا الهدوء، الذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح
الأربعاء، بعد إعلان الجيش الأمريكي تحطم إحدى مقاتلاته في ليبيا، وتم
إنقاذ ملاحيها، وفقاً لما كشفه المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في
أفريقيا، كينيث فيدلر.
وقال فيدلر إن الطائرة، من طراز "إف 15 إي"، أو "سترايك إيغل"،
لم تسقط بنيران معادية، مشيراً إلى أن طياريها قذفا بنفسهما بعدما أظهرت
أجهزة الملاحة خللاً، أثناء تحليقها شمال شرقي ليبيا، وأضاف أنه تم بدء
تحقيق في الحادث.
مبادرة روسية لتسوية سلمية
في الغضون، أكد الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، خلال استقباله
وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، في العاصمة الروسية موسكو، استعداد
بلاده للعب دور الوسيط في تسوية سلمية للنزاع في ليبيا، وفق ما أعلنت
الدائرة الصحفية في الكرملين الثلاثاء.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن ميدفيديف أعرب عن
قلقه من الطريقة التي ينفذ بها قرار مجلس الأمن الدولي، رقم 1973، الخاص
بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، ومن "احتمال وقوع ضحايا بين السكان المدنيين
على خلفية الاستخدام العشوائي للقوة من قبل سلاح الجو."
وفيما شدد ميدفيديف على أن "مسألة مشاركة روسيا، بأي صيغة، في
تحركات ائتلاف عدة دول تجاه ليبيا، غير خاضعة للنقاش"، فقد ذكرت مفوضة
السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أن "المبادرة
الروسية لوقف العنف في ليبيا، تحتاج إلى توضيح."
وقالت أشتون، في كلمة لها أمام أعضاء لجنة البرلمان الأوروبي
للشؤون الخارجية، إن "جوهر المبادرة الروسية ما زال غير واضحاً"، وأشارت
إلى أن المنظمات الإقليمية تعتبر أن "نظام القذافي قد فقد شرعيته، وينبغي
إنشاء حكومة جديدة في ليبيا."
وفي وقت سابق الثلاثاء، صادق البرلمان الإسباني على مشاركة
القوات الإسبانية في التحالف الدولي المعارض لليبيا، وذلك بأغلبية 336
صوتاً مقابل معارضة 3 فقط، مع امتناع نائب واحد فقط عن التصويت، في الوقت
الذي استبقت فيه الحكومة قرار البرلمان بإرسال عدد من المقاتلات إلى قاعدة
جوية في جنوب إيطاليا.
وسمح للطائرات بالعمل بموجب بند في القانون الإسباني يسمح بمثل
هذه الأمر في ظل الظروف الطارئة، كما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع
الإسبانية لـCNN.
وبذلك تنضم إسبانيا إلى كل من بريطانيا وفرنسا والولايات
المتحدة وإيطاليا وقطر وكندا، وهي الدول التي شاركت فعلياً في العمليات
العسكرية ضد ليبيا حتى الآن.
انتقادات عربية ودولية
وكانت العمليات العسكرية ضد ليبيا، والتي بدأت بهجمات صاروخية
قد تعرضت لانتقادات، بما في ذلك انتقاد من أمين عام جامعة الدول العربية،
عمرو موسى، الذي قال إن المطلوب كان فرض منطقة حظر جوي وليس توجيه ضربات قد
تعرض المدنيين للخطر.
وانتقدت دول في أمريكا اللاتينية الهجمات بصواريخ "توماهوك"،
التي بلغ عددها أكثر من 140 هجوماً صاروخياً، ومن الدول المنتقدة لهذه
الهجمات، فنزويلا وبوليفيا.
كذلك انتقدت الصين وروسيا الهجمات، فيما جاء الانتقاد الأبرز من
رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، الذي انتقد قرار مجلس الأمن الخاص
بالأوضاع في ليبيا، معتبراً أنه يتيح "التدخل الأجنبي في دولة مستقلة ذات
سيادة."
وشبه بوتين القرار بـ"دعوات شن الحملات الصليبية في القرون الوسطى."
وفي الولايات المتحدة نفسها، استمر الانقسام حول العملية
العسكرية الجارية في ليبيا، فقد قال النائب ريتشارد لوغر، أحد أبرز أعضاء
لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس، إن اللجنة ما زالت لا تعرف بالضبط
طبيعة المهمة التي تنفذها واشنطن في ليبيا.
وقال لوغر، في مقابلة مع CNN: "لا يمكنني فهم طبيعة هذه المهمة،
لأنه بالنسبة للولايات المتحدة ليس هناك عمليات جارية ولا مخطط يحدد طريقة
النجاح."