قال طارق الزمر بعد ساعات من الإفراج عنه لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إنه من
الصعب إنهاء النظام المصرى لمعاهدة السلام مع إسرائيل، لكن يجب علينا التمسك بتنفيذ
كل بنودها والتى أغفل السابق التمسك بها، فالمعاهدة تنص على عدم العدوان على
الآخرين وإقامة علاقات متكافئة تحقق مصالح مصر، وهذا لم يتحقق خلال المرحلة
الماضية.
وأشار الزمر إلى الأحداث الأخيرة التى وقعت لكنيسة أطفيح، قائلاً:
هذه الأحداث تؤكد أن نظام مبارك ما زال قائماً فى المشهد السياسى، وأعتقد أن هذا
النظام هو الذى أشعل تلك الفتنة لضمان بقائه واليوم يحاول أذناب النظام إشعال تلك
الفتنة مرة أخرى لإجهاض الثورة، ولذلك أناشد شباب مصر من المسلمين والأقباط بعدم
الانسياق وراء الشائعات التى يطلقها هؤلاء العملاء لإسقاط الثورة.
ورد الزمر
على سؤال حول ما إذا كان هناك جهات أجنبية ضالعة فى اغتيال الرئيس الراحل أنور
السادات، قائلاً: لا توجد إطلاقاً أى يد أجنبية فى اغتيال السادات، لأن الولايات
المتحدة وإسرائيل كانتا أكثر المضارين من اغتيال السادات، لأنه كان ينفذ سياستهما
فى المنطقة، وجنازة السادات كانت خير شاهد على ذلك، حيث لم يسر فيها إلا قيادات
غربية.
وأضاف "أنا لا أشعر بالندم إطلاقاً على اغتيال السادات، فالذى يندم
على إقصاء مبارك يندم على اغتيال السادات، فما فعله مبارك فى مصر هو امتداد لعصر
السادات من استبداد مطلق وتزوير انتخابات، وهو ما دفعه إلى حل مجلس الشعب، لأنه لم
يطق الرأى الآخر.
وقال الزمر، إنه تعرض للتعذيب خلال السنوات التى قضاها فى
السجن، ثم الابتزاز السياسى فى مقابل الإفراج عنه، وكان من أهم المساومات تأييد ما
يكتبه مكرم محمد أحمد عن المراجعات والتى صاغها بصفة خاصة لصالح الحزب الوطنى،
وكذلك تركنا العمل السياسى ولكننا رفضنا تلك المساومات.
وتابع الزمر، قائلاً
إن مبارك كان ينوى الإبقاء عليه هو وعبود الزمر فى السجن، فنظام مبارك وضع القضاء
المصرى فى مأزق ورفض الإفراج عنا بعد انتهاء العقوبة القانونية بدعوى عدم الاختصاص،
وهذا يدل على أن جهات سيادية كانت وراء هذا، وأعتقد أن النظام أراد أن نكون ورقة
ليلعب بها مع أمريكا والداخل بدعوى أننا نؤيد الإرهاب.
وقال الزمر، رداً على
ما إذا كان بصدد إنشاء حزب سياسى وكذلك ترشيح عبود الزمر نفسه كرئيس قادم لمصر،
"حتى الآن نفكر بمنطق المصلحة والحفاظ على الأوضاع الحالية وسندفع الجميع للمشاركة
لإقامة دولة الحريات والقانون، وأعتقد أن وجودنا خارج الحلبة السياسية فى تلك
المرحلة أفضل".
وبشأن مستقبل العلاقات بين الإخوان والجماعات الإسلامية التى
شهدت نوعاً من التوتر، قال الزمر نحن مستعدون للتعاون مع الإخوان وكل التيارات
الوطنية والإسلامية لإقامة دولة القانون والحريات التى تضمن حقوق الشعب
وحريته.
وحول التعديلات الدستورية، قال الزمر أعتقد أن التعديلات الدستورية
التى تمت تعد جيدة كمرحلة أولى، لأننا مازلنا فى مرحلة انتقالية، وأعتقد أن وضع
دستور دائم يمكن أن يتم بعد انتخاب رئيس جديد ومجلس شعب جديد، ولذلك سوف أذهب إلى
صندوق الانتخابات وأصوت لها.
وعن مستقبل الجماعات الإسلامية، قال بالتأكيد
ستعيد الجماعة ترتيب أوضاعها وبناء هيكل جديد وتحديد الإطار الدعوى الذى سوف تعمل
فيه بجانب الإطار السياسى.
وفى نهاية الحوار أعلن طارق الزمر عن أنه سوف
يقوم مع عبود الزمر بتوثيق الفترة التى قضياها فى السجن وما حدث بها وتقييم الدلائل
حول المسئول عن العنف فى التسعينات.