زحفت القوات التابعة للزعيم الليبى معمر القذافى باتجاه
بنغازى، معقل ثوار «17 فبراير»، وتوقعت حكومته تحقيق النصر خلال أيام فى
الوقت الذى شن فيه القذافى هجوما عنيفا على من يساندون فرض منطقة لحظر
الطيران فوق ليبيا وحث الليبيين على حمل السلاح والاستعداد للتصدى لغزو
محتمل من الدول الغربية.


وقال القذافى أمام حشد من أنصاره بمقر إقامته الحصين بباب
العزيزية فى طرابلس الليلة قبل الماضية موجها حديثه للرئيس الفرنسى نيكولا
ساركوزى، الذى وصفه بأنه «صديقه المجنون»: «إن فرنسا نسيت هزيمتها المنكرة
فى الجزائر وفى فيتنام وفى كل مكان وراحت ترفع عقيرتها مرة ثانية». وتابع:
«إحنا اللى ضربناك.. ضربناك فى الجزائر.. ضربناك فى فيتنام.. تريد أنت
تضربنا.. جرب تعالى». وأضاف: «جثث الفرنسيين مازالت موجودة فى صحراء
الجزائر بالآلاف.. حتى بريطانيا التى انتهت وأصبحت أثرا بعد عين، ترفع
عقيرتها ولسانها وتقول إنها هى أيضا تريد أن تهجم على ليبيا».


وتساءل القذافى: «كيف تهجم على ليبيا وبأى حق ؟! هل الحدود
مشتركة بيننا وبينك؟! هل أنت وصى علينا ؟!». وتساءل: «هل الديكتاتوريات
الرأسمالية وصية على الشعب الليبى حتى تتحدث عنه؟! يجب على هذه
الديكتاتوريات الرأسمالية، أن تخجل عندما تتكلم عن الديمقراطية وعن حق
الشعوب، فهى أبعد ما تكون عن الديمقراطية». وتحدى القذافى قادة الولايات
المتحدة وفرنسا وبريطانيا أن «يقدموا على التنحى عن مناصبهم وإعطاء الحرية
لشعوبهم»، كما فعل هو مع الشعب الليبى - على حد قوله.


وكرر اتهامه للمعارضة بقوله: «الثوار شوية جرذان ودراويش
وكلاب ضالة. ظلمونا فى بلدنا الآمن أولاد الحرام. أرادوا أن يحرمونا من
ثروتنا ويحرموا أولادنا من العيش فى سلام.. ونحن قبلنا التحدى».


ومع تقدم القوات الليبية على الأرض فى مواجهة قوات المعارضة فى الشرق. قال القذافى: «نحن مصممون على أن نسحق الأعداء.


وفيما أكد خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبى، أن القوات
الليبية ستسيطر خلال أيام على كل الأراضى الليبية، أعلن الجيش الليبى فى
بيان موجه لسكان بنغازى بثه التليفزيون الرسمى عن قرب تقدم القوات الحكومية.


وفيما يتعلق بأجدابيا، المدينة الاستراتيجية على الطريق إلى
بنغازى نفى ثوار ليبيون فى تصريحات لقناة الجزيرة سقوط المدينة فى يد قوات
القذافى، كما أعلنوا تأهب بنغازى لصد هجوم محتمل.