واصل آل الزمر احتفالهم أمس، الاثنين، لليلة الثالثة على التوالى بالإفراج عن
الشيخ عبود وطارق الزمر بعد 30 عاماً من السجن على خلفية التورط فى قضية اغتيال
الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فى الحادث المعروف إعلاميا بحادث
المنصة.
احتفال الليلة الثالثة
اختلف عما قبلها فى أنه احتفال شعبى تم تخصيصه لأهالى وأقارب الزمر، ليكون بمثابة
أول لقاء مباشر يجمع بينهما، يتحدث فيه الزمر عن 30 عاماً قاسية، قضاها خلف أسوار
السجن العالية، وما لاقاه من إهانات، وما تعرض له من ضغوط وممارسات ومضايقات أمنية
من أجل التنازل عن عقائده الفكرية، وثانى الاختلاف هو التنظيم الشديد فى احتفال
الأمس على عكس ما سبقها.
معالم الاحتفال الذى
شارك فيه 5 آلاف مواطن من كافة المحافظات، تمثلت فى تزيين دوار آل الزمر بستائر
بألوان علم مصر، والاستعانة بوحدة تصوير كاملة لتسجيل المؤتمر الشعبى من بدايته
لنهايته، وتجهيز مسرح يتضمن 3 كراسى يجلس عبود وطارق على اثنين، والثالث يجلس عليه
منظم المؤتمر، ومن شدة الازدحام فى دوار آل الزمر فقد تم وضع شاشة عرض كبيرة خارج
الدوار ليتمكن جميع الوافدين من متابعة المؤتمر.
بدأ عبود الزمر كلمته
إلى 5 آلاف مواطن بتوجيه الشكر لهم ولأسرته الصغيرة على العناء والمشقة التى
تكبدوها طيلة 30 عاماً، قائلاً: "أسرتى هى سندى فى محنتى"، وأضاف الزمر أنه تعرض
لضغوط كبيرة من قبل النظام السابق للدخول معهم فى مساومات من أجل الإفراج عنه"،
قائلا: لقد استشرت زوجتى " أم الهيثم "، وقلت لها: "يا أم الهيثم أتعرض لمساومات لا
أقتنع بها فكرياً"، فردت على قائلة: "ارفض واثبت على عقيدتك التى دخلت عليها
السجن".
تحدث الزمر بعد ذلك عن
قصة إصابته بشظية فى يده بالسجن، يقول: "كنت وطارق الزمر نقيم فى مستشفى السجن،
وفوجئنا بعدد كبير من المساجين الجنائيين يقتحمون المستشفى فى محاولة للاختباء من
أفراد الأمن بالسجن، الذين كانوا يطلقون الأعيرة النارية بعد حالة الفوضى،
ومحاولتهم الآلاف من المساجين الهروب".
ويضيف عبود: "إن
المساجين الجنائيين طلبوا منه أن يكون المفوض باسمهم مع قوات الأمن، ودفعوا به
للإمام حتى وصل إلى الباب الرئيسى، وقام الأمن بإطلاق النيران، فتعرض للإصابة بشظية
فى يديه، ومن بعد تلك الواقعة تم نقله إلى سجن ملحق المزرعة بطره".
الأسلوب
القصصى الذى يمتلكه الزمر دفع جميع الحاضرين فى آل الزمر للاستماع والانتباه إليه
دون أى حركة يميناً أو يساراً، خاصة أنه تحدث دون أى خطوط حمراء عندما وصف مدينة
شرم الشيخ ببؤرة الفساد، وأرجع ذلك إلى وجود الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فيها
رغم تنحيه عن الرئاسة وإسقاط نظامه، وهو الأمر الذى يتناقض مع أى حاكم يسقطه شعبه
من أن يرحل عن البلاد تماماً.
وأضاف الزمر أن وجود مبارك بشرم الشيخ أكبر
خطر على الثورة واكتمال نجاحها، مدللاً على ذلك بأن مبارك قد ذكر فى أكثر من تصريح
له قبل التنحى أنه إما الإبقاء عليه حتى الانتهاء الرسمى لمدة رئاسته فى سبتمبر
المقبل أو دخول البلاد فى فوضى، بمعنى أن مبارك يخير الشعب بينه وبين الفوضى، وهو
ما يعكس أسلوب تعامله بالتهديد بما يماثل أسلوب "نظام الأرض المحروقة"، وهو أن يخلف
وراءه حرائق فى كل أرض يتركها.
وشدد الزمر على أن تحركات أجنبية تبدأ من شرم
الشيخ، وتصب فى نطاق الثورة المضادة أبرزها أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة التى
اندلعت الأسبوع الماضى، وهى الأحداث التى تدفعنا نحو صراعات، لا نريد الدخول فيها،
لأنها تشغلنا عن الهدف الأساسى فى الوقت الحالى من السير نحو اكتمال نجاح
الثورة.
وفى
إطار تأييد الزمر للحكومة الانتقالية والمجلس العسكرى، ودورهم الإيجابى فى الحفاظ
على نجاح الثورة وملاحقة الفاسدين ورموز النظام السابق، كشف الزمر عن أن سامى عنان،
رئيس الأركان الحالى للقوات المسلحة، كان صديقه وزميله ودفعته فى الكلية
الحربية.
ومن المفارقات اللطيفة فى كلمة عبود، أنه توقف لدقيقة يشرب فيها
كوب مياه، فإذا برجل يقف مرة واحدة ويصيح بأعلى صوته "يسقط يسقط النظام السابق..
يسقط يسقط النظام السابق"، فرد عليه عبود مبتسماً: "ما هو النظام سقط خلاص"، فضحك
جميع الحاضرين ثم استأنف حديثه مرة ثانية.
فيما بدأ الدكتور طارق الزمر
حديثه بالتأكيد على دور شباب الصحوة الإسلامية فى نجاح الثورة، مرجعاً ذلك إلى أنهم
كانوا الأحوج إلى تلك الثورة، لما عانوه فى الثمانيات والتسعينات من مضايقات أمنية
وتعذيب وإهانة بالسجون المختلفة.
وأضاف الزمر أنه وعبود استمدا صمودهما داخل
السجن طيلة تلك المدة من واقع آثار التعذيب على المعتقلين الإسلاميين، المتمثلة فى
كسر فى الجمجمة والعمود الفقرى والإصابة بأمراض ربو وضيق تنفس وقلب.
وأوضح
طارق أن نظام مبارك لم يكن يمتلك سوى 5 أوراق أهمها هى الفتنة الطائفية، ومن ثم
فعلى الأقباط أن يعلموا أن استدراجهم لتلك المنطقة هى استجابة لبقايا النظام
السابق، والتى دائما ما ربح من ورائها فى استمرار العمل بقانون الطوارئ وتشريع
قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
وقص طارق عدداً من
المواقف الصعبة التى تعرض لها وعبود، والمعبرة عن الثبات طيلة الـ30 عاماً الماضية،
وكيفية معاملة عبود لهم، قائلا: عبود كان يتعامل مع كبار قيادات أمن الدولة
بالمبادئ العسكرية، فكان يقول لهم أنا أتعامل معكم بمبدأ الدفاع الثابت، وهو أننى
لا أهاجمكم، ولكن أستفيد من أخطائكم، ومن ثم لدى طرق أخرى من بينها الهجوم والدفاع
النشط.
وأضاف طارق أن كبار قيادات أمن الدولة كانوا يستخفون بحديث عبود
وقتها، غير أنه بدأ الهجوم بالفعل عندما كتب مقالاً قبل سنوات تحت عنوان "كيف أضر
حبيب العادلى بالأمن القومى"، وهو المقال الذى لم يجعل العادلى يفارق النوم ليال
طويلة، وأكد طارق أنه لمن العجب أن يكون ذلك المقال محل تحقيقات حاليا بالنيابة
العامة وتوجه نفس الاتهامات التى ذكرها عبود إلى العادلى.
وأشار طارق إلى أن
أحد قيادات أمن الدولة كان يضغط عليهما بقوة للتفاوض بعد التعذيب الشديد للمعتقلين
الإسلاميين فى السجون، غير أن عبود رفض بحجة أنه لا يتفاوض مع أمن الدولة، ولا
يتنازل عن معتقداته وأفكاره، ويضيف طارق أنه قال لضابط أمن الدولة وقتها: "يجب أن
تعلم أن عم الشيخ عبود رفض الاستسلام فى حرب أكتوبر ووقف على أرض سيناء حتى دهسته
جنازير الدبابات الإسرائيلية، فهذا هو ثبات العم، فكيف يكون ثبات الشيخ
عبود".
وأوضح طارق فى نهاية
كلمته أنه وعبود عرفا أنهما سيقضيا طيلة حياتهما فى السجن، ولن يخرجا حتى بعد
انقضاء مدة العقوبة الأصلية المحكومة عليهما بها بعد رفضهما حضور أحد اللقاءات التى
كان يجريها مكرم محمد أحمد، الذى كان يشغل رئيس تحرير مجلة المصور
وقتها.
ويقول طارق: "إن مكرم كان يعمل لتحسين وجه النظام ويروج لتأييده
وسياساته، وهو الأمر الذى تعارض معنا، وعندما رفضنا الحضور، قال لنا أحد القيادات
الأمنية وقتها، إنكما لستما محبوسين فقط على ذمة قضية اغتيال السادات" بما يعنى أنه
لا إفراج بمجرد انقضاء مدة العقوبة.
function gup( name )
{
name = name.replace(/[\[]/,"\\\[").replace(/[\]]/,"\\\]");
var regexS = "[\\?&]"+name+"=([^&#]*)";
var regex = new RegExp( regexS );
var results = regex.exec( window.location.href );
if( results == null )
return "";
else
return results[1];
}
if(gup('SecID') == 22) document.write("
");