أكد اللواء نبيل محمد فهمى، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، فى كلمته الافتتاحية
بمنتدى الحوار الوطنى، على أن القوات العسكرية تدعو إلى الحوار لعودة الهدوء
بالشارع السكندرى وإزالة الاحتقان بين الشعب وجهاز الشرطة، مؤكدا على أن من أهم
مكتسبات الثورة بدء جو جديد من الحرية للمارستها دون زيف، فالشعب هو مصدر
السلطات.
وأضاف اللواء فهمى، أن الثورة خلقت جوا جديدا من الانتماء ومحاربة
الفساد والفاسدين، مشيرا إلى أنه فى أعقاب الثورة ظهرت بعض السلبيات لتنال من هذه
الثورة، سواء كانت بالقصد أو بالعشوائية، منها أعمال البلطجة والجرائم، مؤكدا على
أن القوات المسلحة تعمل جاهدة لمواجهه الخارجين عن القانون بمساعدة رجال الشرطة
وبعض المدنيين، لتحقيق جميع مطالب الشعب المشروعة، فضلا عن المطالب الفئوية التى لا
تليق فى هذا الوقت الذى يقتضى تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مما أثر
بالسلب والركود على الوضع الاقتصادى.
جاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذى عقدته
قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، صباح اليوم، وذلك فى إطار برنامج
منتدى الحوار مع طوائف الشعب السكندرى بحضور كافة وممثلى طوائف الشعب السكندرية من
القوى الوطنية والسياسية وممثلى الأحزاب وجماعة الإخوان المسلمين والجماعات
الإسلامية والسلفية وممثلى الكنيسة والمجلس الملى، وممثلى رجال الأعمال
بالإسكندرية.
بدأ اللقاء بوقفة دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورة 25 يناير،
وحذر قائد المنطقة الشمالية من الصعوبات التى قد تواجهها مصر فى الفترة القادمة فى
أزمة حوض النيل ونقص حصة مصر، ومن المساس بالوحدة الوطنية، مشيرا إلى وجود يد خفية
لتحريك النزاع بين الأقباط والمسلمين لخلق مشاكل مفتعلة، وذلك لمحاولة العبث
بمقدرات الأمن المصرى، مطالبا المواطنين المشاركة فى الاستفتاء القادم على
التعديلات الدستورية لمعرفة التقييم الحقيقى لها.
من جانبه عبر اللواء أحمد
عبد الباسط، مدير أمن الإسكندرية، عن إعزازه وتقديره لشباب مصر الذى أيقظ الأمة من
ثباتها، مشيرا إلى أن الحديث الضيق المحدود عن علاقة الشعب بالشرطة لا يمثل إلا
هامشا بسيطا فى أحداث ثورة يناير، مؤكدا على أن الفترة القادمة لن يمنع فيها صوت
أويمنع رأى، فستكون فترة حرية كاملة، مطالبا الشعب المصرى بالقيام بواجبه كما يطالب
بحقوقه لضبط الشارع والحفاظ على أمنه، مشددا على أن قسم الشرطة أصبح بداية اتصال
المواطن بالحكومة ولن يحدث به أى تجاوزات بحق المواطن بعد الآن، مقدما اعتذرا للشعب
عن اى تجاوزات قد حدثت بالماضى، مطالبا بالصفح والتسامح بين فئات الشعب
جميعا.
وأكد الدكتور ياسر البرهامى – أحد القيادات السلفية بالاسكندرية –على
أن الجماعة تفتح صفحة جديدة مبنية على كرامة الانسان، مشيرا إلى أن الجماعة تبذل كل
جهدها فى الحفاظ على الممتلكات سواء للمسلمين أو غير المسلمين، خاصة فى فترة
الانفلات الأمنى، حيث قامت الجماعات السلفية بالدفاع عن كنيسة بالعريش من بعض
البلطجية، مؤكدا توجهها نحو العيش بالتسامح والسلام، مطالبا بعقد عدد من الندوات
المشتركة للتأكيد على تعظيم الحرمات من الاعتداء، كما طالب بدوريات مشتركة بين عدد
من القيادت التى تحظى بالقبول بالشارع ورجال الشرطة، مع تفعيل لجان الإغاثة الشعبية
ولجان اتصال مع الشرطة لمحاربة أى تجاوزات محتملة من الجانبين.
أما
القمص رويس مرقص – الوكيل البابوى بالإسكندرية، فقدم تحية لشهداء 25 يناير الذين
غيروا شكل مصر إلى الأفضل، مطالبا بزرع ثقافة جديدة تقوم على قبول الآخر بعيدا عن
الاحتقان، فالجميع يجتمع بروح المحبة للتكاتف فى حب وحماية مصر، كما ظهر فى اللجان
الشعبية التى جعلت الكل واحدا، مشيرا إلى أن المسجد الذى يجاور منزله سلفى، وقد قام
بدوره فى حماية المنطقة كلها دون تفرقة، مطالبا بتفعيل فكرة فضيلة الشيخ أحمد الطيب
شيخ الازهر، فى إنشاء بيت العائلة يجمع كل المصريين.
كما طالب بمواجهة
الشائعات التى تحرق البلاد جميعا، والتى اكنت سببا مباشرا فى الاحداث الطائفية
الاخيرة، ووجود مجلس حكماء لمحافظة الاسكندرية يضم كل طوائف الشعب، بالإضافة إلى
الإصلاح من الجذور وعلى مستوى طبقات الشعب العريضة.