قوات القذافى تكسب مزيداً من الأرض فى الشرق.. وتكثف الغارات قبل فرض الحظر الجوى
كثفت القوات الليبية الموالية للزعيم معمر القذافى غاراتها
الجوية على مواقع الثوار فى مدينة مرسى البريقة النفطية المهمة شرق راس
لانوف بعد أن تمكنت من استعادة عدة مدن فى الشرق لتكسب مزيداً من الأرض على
حساب المعارضة المسلحة، وفى الوقت الذى واصلت فيه القوات الحكومية هجماتها
على مدينة مصراتة شرق طرابلس، أكد الناطق العسكرى باسم الثوار حامد الحاسى
أن كتيبة حمزة وهى إحدى أهم الكتائب الأمنية التابعة لخميس القذافى انشقت
وانضمت للمعارضة بعد رفضها قتل المدنيين الأبرياء.
وكثفت قوات القذافى من قصفها الجوى واستخدام سلاح الطيران
لحسم المعارك واسترداد جميع المدن فى الشرق من قبضة الثوار فى تطور نوعى
قبل أن يلجأ مجلس الأمن الدولى إلى فرض منطقة حظر جوى، إثر تفويض الجامعة
العربية، بما يمنع الزعيم الليبى من استخدام تلك الميزة الاستراتيجية.
وقصفت الطائرات والمدفعية الحكومية مرسى البريقة، مما أجبر
عشرات الثوار على الانسحاب منها باتجاه أجدابيا التى تقع شرق البريقة بـ80
كيلومتراً، وسحب الثوار معهم سياراتهم وآلياتهم المحملة بالبطاريات المضادة
للطيران، وأكدوا أن قرية البشر التى تبعد 20 كيلومتراً غرب البريقة أصبحت
تحت سيطرة قوات القذافى التى سيطرت أيضاً على مدينة العقيلة غرب البريقة
بعد أن قامت بقصفها أمس الأول.
وكانت القوات الموالية للقذافى قد استعادت السيطرة على راس
لانوف بعد عمليات قصف مكثفة ومعارك ضارية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى
والجرحى وخلفت دماراً واسعاً فى الأحياء السكنية وآبار النفط، ورفع جنود
النظام صور القذافى ومسحوا شعارات للثوار فى المدينة فى حين اختفى السكان
المدنيون.
وفى بنغازى، وعلى الرغم من الأخبار السيئة من خط الجبهة
وتراجع المساحة الجغرافية التى يسيطر عليها الثوار يوما تلو الآخر، مازال
متطوعون عزل يلتحقون بالثوار، وأكد العشرات منهم أنهم مستعدون للدفاع عن
المدينة التى تمثل آخر وأهم معاقلهم الرئيسية فى مواجهة قوات القذافى ولو
بصدورهم العارية.
وفى الغرب، أكد الناطق العسكرى باسم الثوار فى ليبيا العقيد
حامد الحاسى أن كتيبة «حمزة» وهى إحدى الكتائب الأمنية التى كانت تابعة
لقوات القذافى انضمت إلى الثوار قبل أن تشتبك مع كتيبة خميس القذافى، نجل
الزعيم الليبى، التى زحفت من طرابلس لمصراتة شرق طرابلس بنحو 200 كيلومتر،
وكبدتها خسائر كبيرة، واتهم الحاسى قوات القذافى باستهداف الأبرياء، مؤكداً
أن الثوار يتمركزون على مشارف راس لانوف وأنهم اشتبكوا مع قوات القذافى
وأسروا 15 منهم وقتلوا 30 آخرين.
بدوره، قال متحدث باسم الثوار يدعى «جمال»، أن فرقة خميس
توقفت على بعد ما بين 10 و15 كيلومتراً تقريباً جنوبى مصراتة، وتفجر قتال
بعد أن رفض عشرات من الجنود فكرة قتل مدنيين أبرياء فى الهجوم الوشيك، وقال
إن قوات القذافى تجمعت صباح أمس لمهاجمة المدينة، لكن الله حماها، وإنه
حدث انشقاق فى قوات خميس وإن 32 جندياً منها انضموا للثوار، وإن بعض الجنود
لاذوا بالفرار، وإن كثيرين كانوا سينضمون للمعارضة، لكن كتيبة خميس أطلقت
عليهم النار، وتعانى مصراتة فى الوقت الحالى نقصاً حاداً فى الغذاء
والمعدات الطبية وتردى الوضع الإنسانى وذلك بعد الدمار الذى لحق بالزاوية
إثر سقوطها فى أيدى كتائب القذافى.
وفى الوقت نفسه، أفاد إدريس لاغا، عضو ائتلاف ثورة «17
فبراير»، عضو المجلس العسكرى فى بنغازى، بأن مطار راس لانوف مازال تحت
سيطرة الثوار بالكامل، وتحدث عن انضمام سرية كاملة بالدبابات للثوار فى
مدينة مصراتة، وعن استمرار معارك الكر والفر فى الزاوية، فيما شهدت مدينة
الرُجْبَان غرب ليبيا، تظاهرات سلمية تؤيد الثوار والمجلس الوطنى
الانتقالى، مطالبين برحيل القذافى