نائب وزير الخارجية الأمريكية السابق: الانتخابات العاجلة فى مصر ستأتى بالإسلاميين
أكد سكوت كاربنتر، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية السابق لشؤون الشرق
الأوسط، المدير الحالى لبرنامج معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن إجراء
انتخابات رئاسية أو برلمانية عاجلة فى مصر، سوف يأتى بالإسلاميين إلى
السلطة بشكل كبير، معتبراً إياهم القوة الوحيدة المؤهلة لذلك فى هذه
المرحلة، لافتاً إلى أن هذا هو أكثر المخاوف التى تؤرق واشنطن إزاء الثورة
المصرية.
وقال «كاربنتر»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إن اختيار الرئيس
القادم لمصر أمر خارج عن إرادة الإدارة الأمريكية، مؤكداً أن الأمر الآن
صار بأيدى المصريين فقط، لأنهم ـ وحدهم ـ من يملكون اختيار الحكم الرشيد
الذى يحتاجونه، ولكن من جانبى الخاص، فأنا أقول إنه لو تمت انتخابات بشكل
عاجل فسوف يقفز الإسلاميون إلى السلطة.
ولفت المساعد السابق لمادلين أولبرايت إلى أن الوضع فى مصر سيظل مشتعلاً
لفترة، وأن المرحلة الانتقالية سوف تشهد ضبابية شديدة، لن يتضح الآن ما
إذا كانت ستحظى بتأييد جموع الشعب أم لا، لكن فى الوقت نفسه مازال الوقت
مبكراً للحكم على النتائج، معتبراً أن ما حققه المصريون خلال الشهر المنقضى
زلزال سياسى قوى لن يغفله التاريخ.
وأضاف: «أتمنى أن تصبح الولايات المتحدة صديقاً أفضل لدولة تتمتع
بالديمقراطية كمصر بخلاف الوضع الذى كانت عليه العلاقة بينهما فى السابق،
وقتما كانت مصر قابعة تحت حكم استبدادى فى ظل نظام الرئيس السابق حسنى
مبارك»، بحسب كاربنتر، واستطرد: «لكنى أرى أن الأمر يتوقف فى النهاية على
إرادة الشعب المصرى والقيادة السياسية التى سوف يختارها، كما أتوقع الآن أن
تدفع الولايات المتحدة إسرائيل للمضى قدماً لخلق تقدم سريع وملحوظ على
الجبهة الفلسطينية، لكن العلاقة الوطيدة بين أمريكا وإسرائيل لن تتغير
بالطبع».
وعن إمكانية تخفيض المساعدات الأمريكية لمصر، نفى ذلك تماماً، مشدداً
على أنه يتوقع أن يحدث النقيض، وأن تطرأ عليها زيادة ملحوظة تبرهن على
الدعم الأمريكى لمصر فى هذه النقلة الجديدة، وقال «كاربنتر» إن الشعب
الأمريكى مبهور بما حققه المصريون، أما عن إدارة الرئيس أوباما فقد ظلت
لفترة تحت تأثير الفضول والترقب، أما الآن فأنا أراها داعمة بقوة لتحول
ديمقراطى حقيقى وكامل فى مصر.
ونفى «كاربنتر» أن تتدخل أمريكا فى اختيار الرئيس القادم، مؤكداً أن
المصريين فقط من يحددون رئيسهم دون تدخل من أحد، لافتاً إلى أن أكثر ما
يشغله ليس هوية الرئيس بالقدر الذى يهتم بعملية الانتخاب نفسها، مشدداً على
أن من يأتى عبر صناديق الاقتراع بنزاهة وشفافية سوف يحصل على كل الشرعية
الدولية والمحلية.