يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الجامعة العربية اجتماع أزمة السبت فى القاهرة
لبحث تصاعد العنف فى ليبيا ويأتى هذا الاجتماع بينما صعدت الدول الغربية ضغوطها على
القذافى، وفى ظل تردد الدول العربية فى الدعوة إلى فرض منطقة حظر جوى على
ليبيا.

فقد أعلن العراق موقفا "صريحا وواضحا" مؤيدا لفرض الحظر الجوى بينما
لم يصدر موقف واضح من بيروت التى أعلن مصدر فى وزارة خارجيتها لفرانس برس أن موقفها
سيراعى "الإجماع العربى" كما أعلن مسئولون أردنيون لفرانس برس أن عمان لن تتخذ
موقفا قبل انعقاد الاجتماع.

أما وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسى فأعلن
الجمعة أن بلاده "ترفض أى تدخل أجنبى" فى ليبيا لأنه قد يشجع الإرهاب وإنها "تأمل"
بالمقابل "وساطة بين نظام العقيد القذافى والمعارضة المسلحة".

وعشية
الاجتماع، قال وزير الخارجية المجرى يانوشس مارتونى الذى تترأس بلاده الاتحاد
الأوروبى إن الاتحاد يتوقع أن توافق الجامعة العربية على فرض حظر طيران فوق ليبيا
لمنع الزعيم الليبى معمر القذافى من مهاجمة شعبه.

وقال مارتونى إنه يتوقع
أن "تدعم دول الجامعة فرض حظر جوى بشروط"، مؤكدا أن "أفضل طريقة هى تخطيط وتطبيق
خطة جماعية بالتنسيق مع دول الجامعة العربية".

وبحثت دول الاتحاد الأوروبى
خلال اجتماعات فى بروكسل فى اليومين الماضيين ضرورة فرض حظر جوى على ليبيا لحماية
السكان من هجمات قوات القذافى.

وصاغت كل من بريطانيا وفرنسا مشروع قرار
لطرحه فى مجلس الأمن الدولى يقضى بفرض حظر جوى على ليبيا الغنية بالنفط إلا أن دولا
أخرى تتردد فى الموافقة على هذا القرار.

من جهتها، صرحت وزيرة خارجية
الاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون التى ستزور القاهرة فى اليومين القادمين للقاء موسى
أن "العالم العربى يجب أن يقود" الجهود لتسوية الوضع فى ليبيا.

ويفترض أن
تعقد فى الأسابيع المقبلة قمة مشتركة بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية
والاتحاد الأفريقى الذى أبدى الخميس رفضه لأى شكل من أشكال التدخل العسكرى فى
ليبيا.

من جهة أخرى أعلن مسئول فى الجامعة العربية أن مبعوثى العقيد الليبى
معمر القذافى لن يكون مسموحا لهم المشاركة فى الاجتماع.

وقد أكد سيف الإسلام
القذافى نجل الزعيم الليبى أن بلاده لم تعد ترغب بعضوية الجامعة العربية التى علقت
مشاركة ليبيا فى اجتماعاتها احتجاجا على استخدامها العنف ضد
المتظاهرين.

وقال سيف الإسلام للصحفيين فى طرابلس "العرب والجامعة العربية
لم نعد نريدهم". وأضاف "نحن لا نريد عمالة عربية، سنأتى بعمالة بنغالية
وهندية".

وكان مجلس الجامعة العربية دعا فى ختام اجتماع عقده على مستوى
المندوبين الدائمين فى 22 فبراير فى القاهرة إلى تعليق مشاركة ليبيا فى اجتماعات
الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين
الليبيين.

وأوصى المجلس وزراء الخارجية العرب بدراسة تعليق عضويتها فى
الجامعة العربية التى هددت الجامعة بتأييد فرض منطقة حظر جوى فوق الأراضى
الليبية.

وحققت قوات القذافى أمس انتصارا عسكريا على الثوار الجمعة
باستعادتها مدينة راس لانوف (شرق) النفطية الإستراتيجية من أيدى الثوار وواصلت
تقدمها شرقا.