مصر: احتجاجات الأقباط تدخل أسبوعها الثاني
واصل الآلاف من الأقباط احتجاجاتهم أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون،
في وسط القاهرة الجمعة، لليوم السابع على التوالي، على خلفية الأحداث
الطائفية التي شهدتها عدة مناطق في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أسفرت عن
سقوط نحو 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، إضافة إلى إحراق إحدى الكنائس.
وتوافد
الآلاف من الأقباط، وكذلك عدد كبير من المسلمين، على منطقة "ماسبيرو"،
الواقعة على كورنيش النيل الجمعة، للمشاركة في "مسيرة مليونية"، دعت إليها
أحزاب وقوى سياسية، تحت شعار "لا للفتنة الطائفية"، تأتي بعد أسبوع على
إحراق كنيسة "الشهيدين"، في مركز "أطفيح"، بمحافظة حلوان، جنوبي القاهرة.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بأن المحتجون، من المسيحيين
والمسلمين، دعوا إلى "ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية، من أجل الحفاظ على
نسيج الأمة، في مواجهة محاولات زرع الفتنة الطائفية في المجتمع، ومن أجل
الحفاظ على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي."
وردد المتظاهرون شعارات منها "مسلم ومسيحي.. إيد واحدة"،
و"وحدة.. وطنية"، و"لا للإرهاب"، و"مصر مسلم زائد مسيحي"، بالإضافة إلى بعض
الهتافات التي كان يرددها غالبية المتظاهرين في ميدان "التحرير"، خلال
فترة منها "سلمية.. سلمية."
وحسبما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون
الرسمي، فقد طالب الأقباط المعتصمون، الذين أطلقوا على أنفسهم "شباب
ماسبيرو"، بسرعة بناء الكنيسة ومحاسبة المتسببين في هدمها.
وأعلن الأقباط المتواجدون أمام "ماسبيرو" أنهم لن يفضوا
اعتصامهم حتى الانتهاء من إعادة بناء الكنيسة في موقعها الأصلي، وإعادة
بناء مبنى الخدمات المجاور لها، بالإضافة إلى تشكيل "لجنة تقصي حقائق"،
للتحقيق في تلك الأحداث، ومحاسبة المسئولين عنها.
وكان مركز "أطفيح" قد شهد توترات طائفية الأسبوع الماضي، أسفرت
عن مقتل شخصين على الأقل، وإشعال النار في كنيسة "الشهيدين"، على خلفية
نزاع عائلي بين أقباط ومسلمين، بسبب تقارير تحدثت عن وجود علاقة بين شاب من
إحدى الديانتين وفتاة من الديانة الأخرى.
وامتدت التوترات الطائفية إلى عدة أنحاء بالقاهرة، في وقت سابق
من مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل،
وجرح نحو 110 آخرين، بحسب تقديرات رسمية.
واستنكرت أحزاب وقوى سياسية مصرية ظهور ما أسمتها "نعرات طائفية
تهدد السلام الاجتماعي، خلال الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد حالياً، عقب
ثورة الخامس والعشرين من يناير"، كما دعت تلك الأحزاب إلى تنظيم "مسيرة
مليونية"، الجمعة، تنطلق من ميدان التحرير، إلى قرية "الصول"، التي انطلقت
منها الأحداث.