مراكز صهيونية: القرضاوي كابوس لإسرائيل
حظي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الآونة
الأخيرة باهتمام غير مسبوق فى وسائل الاعلام والمراكز البحثية الإسرائيلية
التي عكفت على نشر التقارير والدراسات الأكاديمية والمخابراتية
حول شخصيته ومعرفة أبعادها وتوجهاتها، لرصد مدى قدرته على التأثير فى
الشارع المصري بأفكاره الإسلامية وأيديولوجياته السياسية.
واعتبرت وسائل
الإعلام والمراكز البحثية أن القرضاوي أكثر خطورة على إسرائيل ومستقبلها
فى الشرق الأوسط من أي شيء آخر في المرحلة الراهنة.
وقال الدكتور سامح
عباس الخبير في الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية أن هذه المراكز اهتمت
بدرجة كبيرة بتحليل شخصية القرضاوي لدرجة أنها أفردت له دراسات نوعية تعمل
على دراسة تاريخه ومواقفه على مر التاريخ سواء الوطنية أو الدينية، لمعرفة
أسرار تلك الشخصية المؤثرة على قطاعات كبيرة من المسلمين.
وأشار إلى أن
إيلي أفيدار الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي وأحد أكبر المسئولين السابقين
بالخارجية الإسرائيلية قال في مقالة نشرها بصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية،
أن الشيخ القرضاوي يمثل بمعان كثيرة "الكابوس" العربي المتعلق بمستقبل مصر
وهو أن يكون"صورة سنيّة مصرية لثورة آيات الله في إيران، مما يسقط قوة
إقليمية أخرى بين أذرع الإسلام السياسي".
ووصف الخبير الصهيوني دعوة
الشيخ القرضاوي في ميدان التحرير الى تغليب الديمقراطية على الدولة بأنها
لم تنبع من تصور سياسي ليبرالي، بل من حساب تكتيكي هادئ، وأنه كان يهدف
توجيه رسالة إلى العالم، بأنه لا قلق من حكم تيار ديني -أي الإخوان
المسلمين- لمصر خلال الفترة القادمة.
ومما يعكس مدى المخاوف الصهيونية
من الرمز الديني الإسلامي الذي يمثله الشيخ القرضاوي، وصف أفيدال عودته إلى
مصر بأنها كانت أحد الأحداث المهمة التى أعقبت إسقاط نظام مبارك على
اعتبار أنه الزعيم الديني الأهم في العالم الاسلامي.
وشرع الخبير
الصهيوني فى تحليل خطبة الجمعة التى ألقاها القرضاوي أمام الملايين من
المصريين، على اعتبار أنها تحمل الكثير من المعاني والرسائل داخلياً
وخارجياً، وقال: إن "خطبة القرضاوي التي استغرقت 27 دقيقة يمكن أن تبدو
للأذن غير الخبيرة معتدلة وجارية على النمط.
وتابع: "لكن رغم امتداحه
للجيش المصري وأخلاقياته، لكنه وجه له بين السطور تهديد صارخ عندما أعلن:
'قال لي الاخوة هنا لا تؤيد الجيش المصري لأننا لا نعلم هل يفي بوعوده بنقل
السلطة'، قال القرضاوي للجماهير. 'لكنني أجبت ان هذا غير ممكن, فالحديث عن
جيش مستقيم وأخلاقي وبطل دافع عن مصر دائما. لا اعتقد انه سيخون كلامه
وشعبه ودولته".
وعلق أفيدال، بطريقة معهودة وخبيثة لدى اليهود، الهدف
منها الوقيعة وإثارة الفتنة بين القرضاوي وقيادات الجيش المصري قائلاً:"
عندما يُقال هذا الكلام أمام مليونين من المصريين، فله معنى خاص قوي
بالنسبة لقادة الجيش الذين فهموه".
ولعل ما أثار اهتمام أفيدال في خطبة
الجمعة للشيخ القرضاوي هو هجومه المباشر ضد "إسرائيل" وقال:" لم تغب
إسرائيل عن خطبة القرضاوي", مشيراً إلى أن الفلسطينيين أيضا هم من بين
منتصري الثورة المصرية ووعد بأن معبر رفح سيُفتح أمامكم'، كأنه يُقر حقيقة
محسومة. بعد ذلك تغير ذلك الى طلب من الجيش المصري ان يفتح المعبر.
ويبدو
أن أكثر ما أقلق الخبير الصهيوني- وليس هو فحسب - في خطبة القرضاوي هو
دعوته للمصلين بأنهم سيحظون قريبا بالصلاة في المسجد الأقصى الشريف، وسط
نداءات الجمهور العالية في الميدان بصيحات، آمين .
من ناحية أخرى، اعتبر
خبير الشئون العربية جاي باخور عودة القرضاوي إلى مصر أكبر خطر يواجه
"إسرائيل" حالياً، معرباً عن مخاوف تل أبيب من سعى القرضاوي إلى تحويل مصر
إلى دولة خامنئية سنية.
وقال باخور فى مقالة نشرها على موقعه الخاص على
شبكة الانترنت "جي بلانت" :" إن عودة القرضاوي إلى القاهرة جاءت لتعطي
الثورة المصرية وجها وهوية اسلامية. فهو ضد الولايات المتحدة، والشيعة
وبالطبع هو مع نظام اسلامي للشريعة في مصر وهو ما يعتبر ضربة شديدة لكل من
اعتقد ان مصر تسير نحو الديمقراطية ومؤشرا لما هو آت فى مصر".
وفى
محاولة للتحذير والترهيب من عودة الشيخ القرضاوي إلى مصر زعم باخور فى
مقالته أن السيناريو الأكبر خطورة على مصر حالياً هو تحولها إلى إيران
الثانية, فمثلما حدث فى طهران عام 1978عندما كافح متظاهرو اليسار العلماني
لإسقاط الشاه ومع عودة الخميني لإيران أزاحهم عن الطريق وتولى مقاليد الحكم
هناك.