كتائب القذافى تستهدف البنية التحتية للمدن «المحررة» لاستعادتها من الثوار
كثفت القوات الليبية الموالية للعقيد
معمر القذافى هجماتها بالدبابات والطائرات الحربية على الثوار المعارضين فى
مدينة الزاوية غرب ليبيا، وواصلت غاراتها الجوية على رأس لانوف ومصراتة فى
الشرق، مستهدفة المنازل والبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء وبعض
المساجد بعد يوم واحد من إعلان المجلس الانتقالى الذى يمثل المعارضة
المسلحة أنه أمهل القذافى 72 ساعة للرحيل، فيما اتهم القذافى المجلس
بالعمالة للغرب محذرا من وصول الفوضى لإسرائيل إذا سيطر تنظيم «القاعدة»
على بلاده.
وقال مسلحون من المعارضة الليبية المسلحة إن مدينة الزاوية شهدت
الاربعاء هجمات شرسة من قوات القذافى والمرتزقة والكتائب الأمنية
بالطائرات والمدفعية الثقيلة، وإن تلك القوات تحاول هدم المدينة بعد تدمير
العديد من المنازل بالكامل، من بينها مؤسسات حكومية ومساجد ومستشفيات،
وخطوط الكهرباء ومولدات الطاقة، وأكدت مصادر بمصفاة المدينة النفطية أنه تم
إغلاق المصفاة نظرا لكثافة القصف وتكراره، وأنه لا يمكن استمرار العمل فى
المصفاة فى ظل الهجمات الشرسة، وأضافت أن السلطات قطعت الاتصالات الهاتفية
والإنترنت عن المدينة لعزلها، وأن نحو 50 دبابة تتجه نحو الميدان الرئيسى
إلى ساحة الشهداء التى يسيطر عليها الثوار.
وبدورهم، يصر الثوار على مواجهة القوات الحكومية لإحكام سيطرتهم على
ساحة الشهداء وسط المدينة، ولجأوا إلى استخدام مكبرات الصوت لحث السكان على
الدفاع عن مواقعهم. وقال شهود عيان إن المواطنين لا يمكنهم الهرب لان
البلدة محاصرة، وإن القوات فرضت حظراً للتجول بنشر قناصة على أسطح المبانى،
وأن كل الذين يمكنهم القتال يقاتلون بمن فيهم المراهقون، بينما يختبئ
الأطفال والنساء. وقال مصدر طبى ليبى إن قوات القذافى قامت بتصفية أطباء
وجرحى فى «الزاوية»، وإنها فتحت نيرانها على الجرحى وإن المستشفيين فى
المدينة مغلقان.
وفى الشرق، تتأهب مدينة رأس لانوف شرقى سرت لصد هجمات برية جديدة لقوات
القذافى التى تتجه للمدينة بعد سيطرتها على بن جواد بين سرت ورأس لانوف،
بينما واصلت المقاتلات الليبية قصف المدينة وسقطت 4 قذائف بمناطق متفرقة
قرب الميناء النفطى بما يهدد بوقف إنتاج النفط، وأعلنت المعارضة أن الطيران
قصف صهاريج المياه فى المدينة، بينما يواصل سكان المدينة الفرار لتفادى
القصف.
وتعيش مدينة مصراتة شرق طرابلس حالة تأهب وسط مخاوف من هجوم وشيك لكتائب
القذافى بهدف استردادها، من جانبه، أكد القذافى فى مقابلة مع التليفزيون
التركى «تى. آر. تى» أن المنطقة بأسرها ستقع فريسة للفوضى بما فيها إسرائيل
إذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا، مؤكدا أن «الأسرة الدولية بدأت تفهم
الآن أننا نمنع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من السيطرة على ليبيا
وأفريقيا»، محذرا من أن الشعب الليبى سيحمل السلاح ضد القوى الغربية إن سعت
لفرض منطقة حظر طيران على الأجواء الليبية.
وجاء ذلك بعد أن اتهم القذافى المجلس الوطنى الانتقالى بالخيانة، وقال
فى خطاب متلفز بث صباح الاربعاء لأهالى قبيلة الزنتان غربا، إن أعمال
العنف التى تشهدها البلاد يقف خلفها تنظيم القاعدة و«مؤامرة» غربية
للاستيلاء على النفط الليبى، وأضاف أن بنغازى «المدينة الجميلة تصبح الآن
دمارا تحت سيطرة الدراويش»، ودعا الليبيين فى بنغازى إلى الانتفاضة على
«الخونة»، وقال إن «الشعب هناك سيصفى حسابه مع الفئة الضالة».
وقال مسؤول فى الاتحاد الأوروبى إن ممثلة السياسة الخارجية والأمنية فى
الاتحاد كاترين أشتون ستلتقى فى ستراسبورج خلال ساعات 2 من قيادات المجلس
الانتقالى لبحث الوضع فى ليبيا، وأن ذلك لا يعنى دعما للمجلس. وقال حافظ
غوجا المتحدث باسم المجلس الوطنى الانتقالى: «سيكتمل نصرنا حينما نحصل على
منطقة الطيران المحظور، وإذا جرى تحرك لمنع القذافى من استئجار مرتزقة فإن
نهايته ستأتى خلال ساعات»، بينما بدأ حلف شمال الأطلنطى «الناتو» مراقبته
على مدار الساعة للأجواء الليبية.