قال معهد بروكنجز الأمريكى، إن جماعة الإخوان المسلمين تجد نفسها اليوم فى موقف حساس وتحسد عليه، باعتبارها أقوى جماعات المعارضة فى البلاد.
فقبل عدة أشهر كان أعضاء الجماعة يتعرضون بشكل روتينى للمضايقات والسجن من قبل قوات الأمن، وقام نظام مبارك بتزوير لا مثيل له فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم يفز فيها الإخوان بأى مقعد بعد أن كانوا يسيطرون على 88 مقعدا وكان الهدف واضحا وهو محو الإخوان من الحياة السياسية المصرية.
غير أن الموقف الآن بعد ثورة 25 يناير والإطاحة بمبارك لا يختلف بشكل كبير، على حد قول شادى حميد الباحث بالمركز ويشير إلى أنه بينما كان رئيس الوزراء الجديد عصام شرف يخاطب الحشود الموجودة فى ميدان التحرير، لم يكن بجانبه أحداً سوى محمد البلتاجى القيادى الإخوانى.
وهذا الأمر قد جعل كثير من الليبراليين واليساريين غاضبين فعلى عكس جماعة الإخوان التى تتمتع بقدر من الدعم الشعبى، فإن المعارضة العلمانية تفتقر إلى وجود أحزاب قوية أو أى وجود منظم خارج القاهرة والإسكندرية بمعنى آخر، إذا أجريت الانتخابات غدا، فإن المعارضة العلمانية لن يكون أمامها فرصة.
وحتى لو أجريت خلال ستة أشهر، فستكون أمامهم صعوبة فى المنافسة، فبناء أحزاب سياسية ذات مصداقية أمر يستغرق وقتاً وهذا هو السبب الذى يجعل الكثيرون يطالبون بمد الفترة الانتقالية.
جماعة الإخوان من جانبها حاولت تهدئة بعض هذه المخاوف بالقول إنها لا تسعى إلى الحصول على الأغلبية البرلمانية.
وهنا نجد بعض العزاء، فالجماعات الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين لديها تاريخ من خسارة الانتخابات لتجنب إثارة استفزاز جهات فاعلة قوية داخليا أو خارجيا.
وفى مصر الجديدة، فإن النظام القديم ربما يكون قد ذهب، لكن الإسلاميين لا يزالوا يخشون حدوث رد فعل عنيف إذا كان صعودهم سريع للغاية.
لكن فى ظل ميوعة الموقف الحالى، فلا يوجد ضمانات حقيقية. فجماعة الإخوان المسلمين فى شكلها الحالى لن تترشح فى الانتخابات القادمة.
وتعكف الجماعة على تشكيل حزب الحرية والعدالة الذى سيكون منفصل إدارياً عن جماعة الإخوان ويفتح الباب لأعضاء جدد من خارج الحركة.
ويقول حميد إنه أيا كان الشكل الذى سيكون عليه الحزب الجديد وبغض النظر عن أهدافه، إن لن يكون فقط الإخوان المسلمين.
وينهى الباحث تقريره بالقول إنه فى ظل هذا المناخ الذى لم يسبق له مثيل، فإن الجيش وجماعة الإخوان المسلمين والمعارضة الليبرالية وشباب الثورة يتوجه جميعهم نحو مواقف جديدة وصعبة وأيا من هؤلاء لم يفعل ذلك من قبل.