شهدت مدينتا الزاوية وراس لانوف مواجهات عنيفة بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي، التي حاولت السيطرة على المدينتين، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة رغم استخدامها أنواعا شرسة من الأسلحة الثقيلة للمرة الأولى منذ بدء الثورة قبل 21 يوما.
فقد قال شهود عيان بمدينة الزاوية، غربي العاصمة الليبية طرابلس، إنّ الكتائب الأمنية الموالية للقذافي قصفت أمس المدينة قصفا عشوائيا بالطائرات والدبابات، التي يقود بعضها مرتزقة.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب، التي استخدمت راجمات الصواريخ وقصفت الثوار بالمدفعية الثقيلة.
وأكد عدد من سكان المدينة أن القناصة الذين نُشروا على أسطح المباني العالية يطلقون النار على المدنيين، وأنّ الكتائب اقتحمت بعض المنازل وقتلت ساكنيها بمن فيهم النساء.
وقال الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي من مدينة الزاوية إن كتائب القذافي فرضت "حظرا للتجول على طريقتها الخاصة" بنشر "قناصة استهدفوا كل من يخرج إلى الشوارع".
وأوضح الزاوي أن وسط المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون من مسافات بعيدة وفق إحداثيات مضبوطة، مشيرا إلى أن قصفا أصاب مسجدا بساحة الشهداء إضافة إلى "مسح مسجد بالكامل في منطقة أولاد عمارة".
وقال إن القوات الموالية للقذافي تسيطر حاليا على الطريق الساحلي الرابط بين شرق الزاوية وغربها وهو الطريق الذي يصل طرابلس بباقي المدن الغربية.
في المقابل أكد الناشط السياسي أن الثوار يسيطرون حاليا على وسط المدينة، وأنهم قتلوا أمس خلال المواجهات العميد حسين عبد الكبير ابن عم القذافي، وهو من مدينة سرت.
وفي تطورات الوضع في راس لانوف، أفاد مراسل الجزيرة أن كتائب القذافي قصفت الثوار الذين يتحصنون داخل المدينة براجمات الصواريخ.
كما شن سلاح الجو الليبي غارة على المدينة في أعقاب الغارات التي شنها صباح أمس.
وقال المراسل إن مواجهات أمس أسفرت عن تسعة قتلى جرى سحب جثثهم من أرض المعركة.
وأضاف أن عدد الذين جرحوا فاق الثلاثين وأنهم نقلوا إلى مستشفيات أجدابيا وراس لانوف، موضحا أن هدوءا حذرا ساد المنطقة بعد حلول الليل.
وضمن شهادات شهود عيان، قال عبد السلام محمد (21 عاما) العائد إلى مرفأ راس لانوف النفطي من الجبهة "الناس يموتون هناك، قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات".
وأشار إلى مدفع رشاش كان يحمله وقال "هل ترى هذا، لا فائدة منه" لافتا إلى شراسة وقوة الآلة العسكرية لكتائب القذافي.
وفي وقت سابق أمس وجهت طائرات حربية ليبية أربع ضربات إلى راس لانوف حيث تعرض حي سكني واحد على الأقل للقصف.
وقال شاهد عيان آخر "أصابت ضربة جوية منزلا في منطقة سكنية في راس لانوف توجد فتحة كبيرة في الطابق الأرضي للمنزل المؤلف من طابقين وتصاعد عمود من الدخان والغبار فوق المنطقة جراء الهجوم وهرع الرجال إلى المنطقة مرددين الله أكبر".
على صعيد آخر، قال أحد سكان مدينة مصراتة لوكالة رويترز للأنباء إن بعض القوات الموالية للقذافي تحاصر المدينة، التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، وإنها تحركت أمس شرقا باتجاه سرت مع قوات أخرى قادمة من طرابلس.
وقال المصدر نفسه إن مصراتة -وهي المدينة الأكثر سكانا في غرب ليبيا التي ليست تحت سيطرة القذافي- عاشت حالة هدوء الثلاثاء بعد مغادرة عدد غير معروف من الجنود من اللواء 32 الذي يقوده خميس نجل القذافي.