الطيران الليبي يقصف الثوار في
"راس لانوف" وأنباء عن صفقة لتنحي القذافيتواصل كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي الأمنية الثلاثاء شن
هجمات جوية على الثوار في المدن التي يسيطرون عليها، فيما تتحدث تقارير اخبارية عن
احتمال تنحي الزعيم الليبي مقابل تأمين خروج آمن له وعدم ملاحقته
جنائيا.وذكرت صحيفة "ليبيا اليوم" المعارضة اليوم أن قوات العقيد الليبي
تستعد لزرع الألغام حول منطقة سرت الساحلية وكذلك مصفاة الزاوية غرب
طرابلس.في غضون ذلك ، قال مراسل وكالة "رويترز" للانباء ان قوات موالية
للزعيم معمر القذافي شنت أربع ضربات جوية على الاقل على مناطق داخل وحول بلدة راس
لانوف في شرق ليبيا اليوم وأصابت احداها منطقة سكنية.واضاف المراسل "أصابت
ضربة جوية منزلا في منطقة سكنية من راس لانوف. هناك فجوة كبيرة في الطابق الارضي من
المنزل المكون من طابقين" مضيفا أن أربع ضربات على الاقل استهدفت راس لانوف يوم
الثلاثاء.ويشن الطيران الليبي غارات يومية على مواقع الثوار في شرق البلاد
ولا سيما على خط الجبهة، وكذلك في البريقة واجدابيا النقطتين الاستراتيجيتين في
الطريق الى بنغازي . وفي تطور آخر ، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن
عدد من الطوارق في شمال مالي انضموا الى الكتائب الأمنية التابعة للزعيم الليبي في
حربها ضد الثوار .
ونقلت الصحيفة عن مصدر ، لم تكشف عن هويته، أن شباب
الطوارق في مالي انضموا الى قوات القذافي مقابل حصولهم على مبلغ عشرة الاف دولار
للشخص ومبلغ الف دولار عن كل يوم خدمة .
والجدير بالذكر ان الطوارق هم قبائل صحراوية تنتشر في منطقة الساحل
في دول مقل مالي والنيجر والجزائر.وعلى
صعيد التحركات السياسية لحل الأزمة في ليبيا ، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي
مصطفى عبدالجليل ان الشعب الليبي مستعد للتنازل عن ملاحقة الزعيم الليبي
معمر القذافي جنائيا اذا قرر التنحي عن السلطة.
وقال عبد الجليل في اتصال مع قناة "الجزيرة"
اليوم ان المجلس اقترح التنازل عن ملاحقة القذافي جنائيا حقنا
للدماء ، مشترطا رحيل الزعيم الليبي خلال 72 ساعة
ووقف القصف الجوي والبري للثوار لعدم
ملاحقته .
وكان عبدالجليل اعلن في اتصال هاتفي مع قناة "العربية"
ان ممثلا للعقيد القذافي طلب بحث اتفاق يقضي بتنحيه مؤكدا انه لم تكن هناك اي
مفاوضات مباشرة معه.
وأضاف ان القذافي لم يعد له مكان في ليبيا وبالتالي
عليه التنحي.
وكانت المعارضة الليبية قد اعلنت امس عن رفضها عرض القذافى
بعقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام للسماح له بالتنحي بضمانات معينة.
واوضح
نائب رئيس المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة ان المؤتمر الشعبي العام يعتبر من
الآليات التابعة للقذافي وان القرار بيد الثورة الآن.
حظر
جويمن
جهته، اعلن حلف شمال الاطلسي ان القذافي قد يكون ارتكب "جرائم ضد الانسانية"
بمهاجمته مدنيين ليبيين، محذرا من ان العالم "لن يقف مكتوف الايدي" اذا لم تتوقف
مثل هذه الهجمات.
وأكد الامين العام للحلف العسكري اندرس فوج راسموسن ان
الحلف لن يستخدم القوة الا اذا امره قادة العالم بذلك صراحة، وقال "نفترض ان الدور
العملياتي للحلف سيكون طبقا لتخويل من مجلس الامن الدولي".
في هذا الاطار،
اعلن دبلوماسي في الامم المتحدة ان الدبلوماسيين الفرنسيين والبريطانيين يعكفون على
اعداد مشروع قرار لطرحه في مجلس الامن يفرض منطقة حظر جوي في الاجواء
الليبية.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان بريطانيا تعمل
على طرح مشروع قرار في الامم المتحدة بشان فرض حظر جوي على ليبيا، الا انه رأى ان
مثل هذا الحظر يجب ان يحظى بدعم اقليمي و"اسس قانونية واضحة".
وبدوره ، اعلن
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده ترفض اي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا، في
حين صدرت دعوات إلى تقديم دعم عسكري للثوار المناهضين لنظام معمر
القذافي.
واعلن البيت الابيض ان فكرة تسليح المعارضة الليبية هي من الخيارات
المطروحة، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذا الامر يبقى "سابقا لاوانه" في الوقت
الحاضر.
اما الاتحاد الاوروبي فيستعد بحسب دبلوماسيين لفرض عقوبات مالية
جديدة على ليبيا، تستهدف خصوصا هيئة الاستثمار الليبية بعد تجميد الارصدة وحظر
التاشيرات عن 26 مسؤولا ليبيا.
وكلفت الامم المتحدة الاثنين وزير الخارجية
الاردني السابق عبد الاله الخطيب اجراء "مشاورات عاجلة" مع الحكومة الليبية حول
الازمة الانسانية الناجمة من المعارك، واطلقت نداء لجمع 160 مليون دولار لمساعدة
الضحايا.