رغم أن عمره في المنصب لم يتجاوز ساعات قليلة إلا أن وزير الداخلية
الألماني الجديد هانز بيتر فريدريش تسبب في موجة من الجدل وجلب عليه
انتقادات عديدة بسبب تصريحاته في أول ظهور له بعد توليه المنصب تناول فيها
الإسلام.وقال فريدريش المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي
البافاري ، في ظهوره الأول في منصب وزير الداخلية إن المسلمين الذين يعيشون
في ألمانيا هم بالطبع جزء من البلاد وأضاف:"ولكن ما إذا كان الإسلام ينتمي
لألمانيا فهذه مسألة ليس لها سند تاريخي".
وتسببت هذه التصريحات في جدل شديد حيث عارضتها وزيرة العدل زابينا لويتهويزر شنارنبرجر التي قالت:"ينتمي الإسلام بالطبع لألمانيا".
وأضافت
الوزيرة المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات أدلت بها اليوم
الجمعة في برلين :"أتوقع أن يتحمل وزير الداخلية الجديد مثل سلفه (توماس دي
ميزير) مسئولية قضية الاندماج في وزارته وأن يسعى لتحقيق التعايش المشترك
وليس العزلة".
وكرد فعل على هذا الجدل أكدت المستشارة الألمانية
أنجيلا ميركل أن الإسلام ينتمي لألمانيا ولكنها أشارت إلى إمكانية عدم وجود
تعارض بين تصريحات الوزير الجديد ووزيرة العدل.
ونقلت ميركل
تعقيبها عبر المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت الذي أكد عدم وجود حاجة
للخلاف بشأن كون المسلمين والإسلام جزء من الحاضر والمجتمع في ألمانيا.
وجاءت
تصريحات فريدريش التي أدلى بها أمس الخميس كنقد جديد لتصريحات سابقة
للرئيس الألماني كريستيان فولف الذي قال خريف عام 2010 إن الإسلام جزء من
ألمانيا.
ولكن المتحدث باسم الوزير الجديد حاول توضيح التصريحات
وقال اليوم إن الإسلام هو جزء من الواقع الاجتماعي لألمانيا وأضاف:"لا
يتعارض هذا مع كون ألمانيا والثقافة الألمانية ذات طابع مسيحي في المقام
الأول وستظل كذلك في المستقبل".
ورأى المتحدث باسم الحكومة أن
تصريحات فريدريش ليس فيها تعارض مع الاعتراف بكون المسلمين جزء من ألمانيا
وأوضح أن الديانة المسيحية واليهودية هي التي وضعت بصماتها على الثقافة
الألمانية من الناحية التاريخية.
على صعيد آخر رفضت تركيا حتى الآن
تسليم من يعتقد أنهما زوجان من المتطرفين الإسلاميين إلى ألمانيا. قالت
متحدثة باسم وزارة العدل الألمانية اليوم الجمعة في برلين إن الحكومة
الألمانية تقدمت بطلب إلى تركيا لتسليمهما إلا أن تركيا لم تتخذ بعد قرارا
نهائيا بهذا الشأن.
وأكدت المتحدثة بهذا التصريح معلومات رددتها من
قبل مجلة "دير شبيجل" الإخبارية الألمانية، التي أوضحت أن الرجل وهو ألماني
تحول إلى الإسلام ألقي القبض عليه في الأول من سبتمبر 2010 بمطار إسطنبول
بصحبة زوجته التي كانت حاملا في ذلك الوقت.