◄◄ الحارس يؤكد: الزيارات توقفت منذ ثورة 25 يناير والأهالى يوجهون لنا السباب لاستمرارنا فى الحراسة
لم يكن أحد يتصور أن تصبح مقبرة عائلة الرئيس السابق مبارك التى دفن فيها
حفيده محمد التى كانت تعج بالزائرين من القيادات وأصحاب السلطة والنفوذ
وكبار رجال الدولة لتقديم فروض الولاء لمبارك خالية، اللهم إلا ثلاثة حراس
أحدهم فى عقده الخامس، والآخر لا يزيد على الثلاثين عاما، والثالث ملامحه
تدل على أنه رجل فى أواخر الأربعينيات.
المقبرة من الخارج كبقية المقابر مبنى متسع تزينه بعض أغصان زهور الياسمين
والصبار وأشجار النرجس، يقع على بعد 10دقائق من مساكن كلية البنات، وعلى
امتداد شارع عباس العقاد بمدينة نصر، المكان خال تماما.
كنت أعتقد أن المكان يعج بالحراسات الخاصة كما قيل لى، فتوخيت الحذر،
وارتديت ملابسى السوداء، وتقمصت شخصية الفتاة الحزينة، وألقيت السلام على
حارس المقبرة، وقلت له إننى فتاة سكندرية جئت أقرأ الفاتحة للفقيد حفيد
الرئيس السابق.
وقال لى الرجل بعفوية «اتفضلى عند الباشا»، فوجدت نفسى أمام اثنين من الحراس فطلبت منهم أن أقرأ الفاتحة على محمد علاء مبارك.
على الفور فتحت لى أبواب المقبرة، بل وأحضروا لى مصحفا لأقرأ ما تيسر من
الآيات القرآنية، وبعد قراءة الفاتحة، حاولت أن أعرف هل من زائرين على أساس
أنه واجب إنسانى فأكد أن جميع الزيارات انقطعت بعد تنحى مبارك عن حكم
البلاد، قائلا «بعدما كان المكان ما بيخلاش من زيارات كبار القيادات والرتب
ورجال الأعمال دلوقتى مفيش ولا زيارة واحدة».
وأضاف إن جميع أفراد الحراسة رحلت مع تنحى مبارك، فضلا عن انقطاع جميع
الزيارات حتى من عائلة الفقيد منذ سفر مبارك لشرم الشيخ، اللهم إلا بعض
الاتصالات الهاتفية من جانب علاء، وزيارة واحدة لوالدته هايدى التى لم تتعد
الدقائق.
أكد الحارس أنهم يتلقون أسوأ معاملة من الأشخاص المارين أمام المقبرة،
ويوجهون لهم السباب والشتائم لاستمرارهم فى حراسة قبر «العائلة المالكة»،
مشيرا إلى أنه سيتخلى عن تلك الحراسة، دون التأكيد على وجود بديل عنهم أم
لا.
قبل مغادرتى بدقائق فوجئت بالحارس يطلب بياناتى ورقم تليفونى، وأعطيته
بطاقتى على اعتبار أنها إجراءات أمنية، فهو فى النهاية قبر حفيد الرئيس
السابق، إلا أننى رفضت إعطاءه رقم هاتفى، إلا أنه أكد لى أنها أوامر الباشا
«علاء مبارك»، فهو ترك تعليمات بفتح المقبرة لجميع الزائرين لقراءة
الفاتحة على أن تترك بيانات الزائر وذلك ليتصل بالزائرين ويشكرهم شخصيا.