تمسك عضو مجلس إدارة إتحاد كرة القدم المصري، أيمن يونس، باستقالته التي تقدم بها من عضوية الإتحاد، رغم كل المحاولات التي بذلت معه لإثنائه عن قرار الرحيل، مؤكدا أنه أتخذ قرار الاستقالة ليساهم في تحقيق أهداف ثورة الغضب التي اجتاحت مصر منذ 25 يناير/ كانون الثان الماضي.
وقال أيمن يونس في مقابلة مع الـCNN بالعربية، إنه تقدم باستقالته من إتحاد كرة القدم، مقتنعا بضرورة الرحيل بعد أن طالبت ثورة الشباب بتغيير النظام، ولابد وأن يتخذ كل فرد في موقعه القرار المناسب ليحقق ما طالب به الشباب الذين غيروا وجه مصر، وأنه لم يرحل عن إتحاد الكرة غاضبا، ولكنه مقتنع بأن هذا هو الوقت المناسب للتغيير.
وأكد يونس، أنه يفكر في خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في محاولة لمساعدة الرياضة المصرية من موقع آخر، خاصة وان الرياضة في مصر وصلت لنقطة الصفر بسبب المجاملات التي سيطرت عليها على مدار سنوات طويلة، كما أنها تعاني بشدة بسبب القوانين المنظمة لعملها، ولابد من نسف القديم.
وكان هذا نص الحوار :
- لماذا تقدمت باستقالتك من إتحاد كرة القدم؟
بعد أحداث ثورة مصر، وجدت أن الأمور يجب أن تتغير في مصر كلها، بما يتماشى مع المطالب المنطقية للثورة، والتي طالبت بضرورة إسقاط النظام، ووجدت أن الفرصة ملائمة للرحيل عن الإتحاد في هذا التوقيت، خاصة وأن عضوية مجلس إدارة إتحاد كرة القدم عمل تطوعي، كما أن الشعب لا يريد أي وجه قديم وطالب بالتجديد وهذا حقه تماما، كما أن دوري داخل الإتحاد سطحي، فلست رئيس ولا نائب الرئيس في " الجلابية".
- ولكن إتحاد الكرة أعلن أكثر من مرة عدم قبول استقالتك؟
أشكر كل العاملين في إتحاد الكرة الذي أعلنوا تمسكهم ببقائي، ولكن قرار استقالتي نهائي ولا رجعة فيه، وهذا لا يعني غضبي من الموجودين في الإتحاد، بل أقدرهم وأحترمهم جميعا، ولست ضد أي من مسؤولي الإتحاد، ولكن لابد وأن يعلموا أن لي رؤية خاصة بمستقبلي، ولدي تطلعات أخرى بعيدا عن إتحاد الكرة.
- ما هو الجديد الذي تفكر فيه؟
أفكر في تحضير نفسي لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وقد بدأت بالفعل في هذا الاتجاه، وسأستثمر عدم انضمامي لأي حزب سياسي من قبل، خاصة الحزب الوطني، وهو ما قد يساعدني على العمل في المرحلة المقبلة، لاسيما وأن الجماهير تعودت على الوجوه القديمة في العمل السياسي، وزهقت منها، وأرى أن وجودي في مجلس الشعب سيساعدني على تطوير الرياضة المصرية بالشكل الذي تطلبه الثورة بالتجديد في كل شيء في مصر. فليس من المقبول أن تعمل الرياضة المصرية بقانون منذ عام 75 والذي وضع في ظل الهواية، والاحتراف بدأ العمل به في كرة القدم منذ 20 عاما. كما أني أفكر في خوض انتخابات نادي الزمالك الذي أنتمي له منذ أكثر من 30 عاما، وأشعر بالتقصير في حقه.
- هل ترى أن الرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة تراجعت؟
حتى نكون أمناء مع أنفسنا، لابد وأن نعترف الآن في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة والفاصلة في تاريخ مصر، أن الرياضة المصرية بشكل عام تراجعت بشكل رهيب، بل يمكن أن نؤكد أنه لا توجد رياضة أصلا في مصر. كما أصبح المناخ الرياضي سيئا لأقصى درجة، ولهذا فكرت في خوض الانتخابات البرلمانية لمحاولة انتشال الرياضة المصرية مما تعيش فيه منذ سنوات طويلة، خاصة وأن هذه المرحلة ليست للفرجة والمشاهدة، بل هي مرحلة العمل لتحقيق أهداف الثورة المصرية.
- كيف ستؤثر ثورة مصر على الرياضة المصرية؟
مصر لن تعود كما كانت عليه قبل يناير 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، وسيتحسن الوسط الرياضي كله في الفترة المقبلة، وستغيب المجاملات التي سيطرت على المجال الرياضي لسنوات عدة، وستعود الرياضة بمفهومها الأولمبي، حيث تحولت الرياضة المصرية في السنوات الماضية إلى شيء ليس له علاقة بمفهوم الرياضة. وسيذكر التاريخ أن شباب ثورة الغضب غيروا وجه مصر فعلا على جميع المستويات، وسيختفي التعصب من ملاعب الرياضة المصرية بعد أن شعر المجتمع بأن هناك ما هو أهم من التعصب في الرياضة، ومن يريد التعصب فعليه أن يتعصب لبلده فقط، ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت حتى نجني ثمار ما حدث، ولا داعي للعجلة.
- هل ترى إنك تأخرت في تقديم استقالتك من إتحاد كرة القدم؟
لا أعترف بما يسمى التأخير في أمر ما، ولم أهرب من السفينة كما يردد البعض، ولكن شعرت أن أحداث الثورة هزتني من داخلي، ووجدت أن من دوري تحقيق ما أملكه في يدي لتحقيق أهداف ثورة الغضب التي نادت بتغيير النظام، ووجدت أن من واجبي الرحيل الآن.
- ولكن إتحاد الكرة يتعرض دائما للهجوم والبعض يطالب برحيله؟
أنا كمسؤول سابق في إتحاد الكرة لعدة سنوات أستطيع أن أؤكد أن أغلب الذين يهاجمون الإتحاد هم من أعداء النجاح، ولا ينكر أحد أن رئيس الإتحاد سمير زاهر، وبقية الزملاء حققوا الكثير من الإنجازات للكرة المصرية، سواء على المستوى الفني أو الإداري أو المالي، وبالتالي لابد وأن نعطيهم حقهم. وأخشى أن تضيع أهداف الثورة التي اجتاحت مصر مؤخرا بسبب مثل هذه الإدعاءات على الآخرين، ولابد وأن نتعلم قبول الآخر، لأن ذلك أولى خطوات الديمقراطية.
- هل توافق على عودة الدوري المصري حاليا؟
لابد من عودة الدوري المصري والنشاط الرياضي كله في مصر، لأن الحياة أصبحت أفضل، ولا داعي للتخوف لأن الشباب الذي قام بالعمل الرائع في ميدان التحرير قادر على حماية وإنجاح الدوري الممتاز،.وقد رأينا كيف نجحت مباراة الزمالك وستارز الكيني في بطولة دوري أبطال أفريقيا، وإشادة الأمن المصري بالجماهير التي تحملت الدور الأكبر في خروج اللقاء لبر الأمان. وعودة الدوري سيكون مؤشر لنجاح الثورة التي رفعت شعار" نحن نتحمل المسؤولية " و" لا للتخريب".
- كيف ستؤثر ثورة مصر في الدوري الممتاز؟
ستختفي أمور كثيرة تعودنا عليها في كرة القدم خلال السنوات الماضية، مثل فرق الشركات التي سيطرت على الدوري الممتاز في المواسم الأخيرة، وستعود الفرق الجماهيرية من جديد بعد فترة اختفاء. فقد سيطرت فرق الشركات على البطولة بفضل الدعم المالي الكبير الذي يفوق قدرات الأندية الشعبية. ولذلك فعلى فرق الشركات أن تعود لدوري الشركات لأن أموال هذه الفرق من حق العاملين فيها، وليس دور الهيئات والشركات المشاركة في الدوري الممتاز، رغم اعترافي بأنها قدمت لاعبين جيدين في المواسم الماضية.
- هل تتوقع انخفاض عقود لاعبي كرة القدم بعد أن وصلت لمبالغ كبيرة ومبالغ فيها؟
لابد وأن يحدث ذلك بما يتماشى مع ظروف البلد ومستوى اللاعبين، ومن الأمور الجيدة التي سيطبقها إتحاد كرة القدم في الفترة المقبلة، هو إعادة النظر في قيمة عقود اللاعبين، التي وصلت لمبالغ لا تتفق مع المستوى العام لكرة القدم، ولا مع إمكانيات اللاعبين أنفسهم، ولا مع ظروف المجتمع الاقتصادية، وسيكون هناك منطق مقبول لما يتقاضاه اللاعبين. ولكن لابد وأن نعترف بأن كرة القدم أصبحت من أهم مجالات الاستثمار في مصر، وهو ما يتضح من عقود الرعاية التي تحصل عليها الأندية وإتحاد كرة القدم.
- ألا تفكر في العودة لإتحاد كرة القدم؟
هذا الأمر سابق لأوانه الآن، وقد أعود لإتحاد الكرة رئيسا له في المستقبل