يستعد الفنان السوري جمال سليمان للمشاركة في مسلسل "الشوارع الخلفية" حيث يجسد دور ضابط مصري يرفض تنفيذ أمر رؤسائه بإطلاق النيران على المتظاهرين بعدما قُتل ابنه في التظاهرات.
وأكد أن إنتاج مسلسل "الشوارع الخلفية" للمخرج جمال عبد الحميد تقرر قبل الثورة المصرية، لافتا إلى أنه لم يكن في ذهن أحد أن الثورة المصرية ستقوم بهذه السرعة.
وأضاف سليمان -في تصريح لـmbc.net- أن "المسلسل مأخوذ عن رواية أحمد عبد الرحمن الشرقاوي، ولحسن الحظ أن السيناريست مدحت العدل تنبأ بضرورة تقديم مسلسل ذي قيمة فنية ويعبر عن حراك ونبض الجمهور".
واعتبر أن مسلسل "الشوارع الخلفية" الذي يتحدث عن نهضة المجتمع المصري ضد الاحتلال الإنجليزي في فترة الثلاثينيات يشبه بأحداثه وتفاعلاته تطورات الثورة المصرية التي حدثت في ميدان التحرير، وخاصة من ناحية الصراعات السياسية وقمع المتظاهرين".
وتابع: ولكن مع اختلاف بسيط هو أن الأحداث في رواية عبد الرحمن الشرقاوي تسلط الضوء على معاناة الشعب المصري من الاحتلال البريطاني الخارجي، أما الثورة المصرية فإن الناس انتفضوا مطالبين بالعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة".
وقال النجم السوري إنه يجسد شخصية البطل (عبد العال) ضابط يُقتل ابنه في إحدى التظاهرات المناهضة للاحتلال الإنجليزي، وحينما يطلب منه رئيسه قمع إحدى المظاهرات يرفض، ويشتبك على إثر الأمر مع رئيسه في الجيش ليستقيل بعدها من الخدمة.
وفي السياق نفسه، أكد الفنان سليمان أن الثورة المصرية ستؤثر على الحياة المصرية بشكل عميق بما فيها الدراما والسينما المصرية والإنتاج الثقافي والفكري، مشددا على أن "مصر ما بعد الثورة" لن تكون مصر ما قبل الثورة، وستشكل نهضة فنية مختلفة في الدراما والسينما أقرب إلى قضايا الناس ومشاكلهم وبعيدة عن ميول السوق".
كما أوضح الفنان السوري أن الثورة التي خاضها الشباب في ميدان التحرير كانت تتويجا حقيقيا لتراكم المطالب العامة للناس منذ سنوات عدة.
وأبدى سعادته بالأحداث التي تجري في الوطن العربي، وخاصة في كل من تونس ومصر وليبيا، قائلاً "كنت أتوقع أن يحدث ما يجري الآن على اعتبار أن المنطقة العربية وصلت إلى حد الإشباع من ناحية الظلم والفساد.
واعتبر أن الأجيال الجديدة أقل صبرا وأكثر عزما، وتتميز بالتواصل مع العالم الخارجي بوسائل الاتصال الحديثة وتجني ثمار سرعة تلك الاتصالات ما بين المجتمعات والحضارات"، واصفا هذه الثورات بمثابة فجر جديد بالنسبة للمنطقة العربية، وتشبه إلى حد كبير النهضة التي حصلت في النصف الأول من القرن العشرين.
من جانب آخر، قال سليمان الذي يقوم حالياً بتصوير الفيلم التسجيلي "نوافذ الروح" من إخراج الليث حجو إن العمل يعتبر تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لتاريخ السينما السورية؛ بحكم أن الفيلم يقدم صورة جميلة معتمدة على الوثيقة التاريخية لسوريا، وتُستخدم فيه أفكار متطورة بجانبه التقني والمادي.
وأوضح أن ما جذبه للمشاركة في الفيلم التسجيلي "نوافذ الروح" هو قيمة هذا الفيلم السينمائي الذي يقدم مسحاً بصرياً للمراحل التاريخية المختلفة لسوريا.
وأشار إلى أن العمل يصور التاريخ من عهد الكنعانيين والآراميين إلى وقتنا المعاصر، ويبرز الدور الذي لعبته سوريا في المنطقة العربية، خاصة وما يميزها من تعايش فكري وحضاري. لافتا إلى أنه سبق أن قدم مجموعة من الأفلام الوثائقية عن تاريخ المسيحية في سوريا كراوٍ ومنتج فني.
وحول دوره قال سليمان: "أجسد شخصية سوري معاصر يذهب لرحلة تاريخية عبر الخيال بنفس الشخصية لكي يروي الحكاية بصوته ابتداء من نوتة الموسيقي التي اكتشفت في مدينة أوغاريت الأثرية إلى يومنا هذا، وينتقل فيما بعد إلى كل المناطق السورية".
وعن مشروعه السينمائي الخاص أكد أن مشاركته لهذا الفيلم لا تتنافى مع مشروعه الخاص على اعتبار أن مشروعه السينمائي مرهون بالظروف الإنتاجية، وخاصة أن ظروف إنتاج السينما في العالم العربي سيئة جداً باستثناء مصر الذي يتحرك فيه قطاع الخاص ويقوم بإنتاج مجموعة ينتج مجموعة الأفلام سنوياً.