هل هي نهاية غادة عبد الرازق؟
أجمل ما في ثورة 25 يناير، أنها
كشفت النقاب عن العديد من الأقنعة التي كان العديدون يختفون تحتها، ويؤدون
أدوارا لا يليقون بها ولا تليق بهم، ويتاجرون بآمال وآلام الناس في سبيل
الملايين، ومن ضمن هؤلاء.. غادة عبد الرازق.
فبعد عدة أفلام مُسفّة ومليئة
بمشاهد العري والعبارات الخارجة، ادّعت أنها تجسّد بها واقع مصر، وظروف
مصر، وتنحاز من خلالها للبسطاء وتعبّر عن آمالهم وأحلامهم، أظهرت عبد
الرازق وجهها الحقيقي وكشفت حقيقة انتمائها، عندما انحازت لدعم الرئيس
المخلوع حسني مبارك، وسارت في مظاهرات تأييد لبقائه جاثما على قلب مصر
للأبد، وليس هذا فحسب، وإنما سبّت شباب التحرير وأهانتهم أيّما إهانة وقالت
عليهم "دول شويّة عيال"!ّ
وبما أن الوقت لم يكن مناسبا من
شباب الثورة للتفرغ لحساب هذه النوعية من البشر، فقد توعّدها الجميع دون أن
يفعلوا أكثر من فضحها، وفضح حقيقة انتمائها، على أن يتفرغوا لها بعد
استقرار الأمور، وتحقيق مطالبهم كاملة.
لكن الخطوة التالية، كانت من قبل
المنتجين، الذين خافوا على أموالهم فيما يبدو، وردود أفعال المشاهدين، لو
أنهم واصلوا التعاون مع هؤلاء النجوم الذين خذلت وطنهم وخانوا شعوبهم عيانا
بيانا، ولذا فقد أجّل منتج مسلسلها "سمارة" -الذي كان مقررا عرضه في
رمضان- تصوير المسلسل إلى أجل غير مسمى.
وقد مثّل هذا الخبر فرحة كبيرة
لدى العديدين، وأثار العديد من التعليقات، ليس على سبيل الشماتة في غادة
عبد الرازق التي يرى الكثيرون أن أكبر مواهبها هو جسدها فحسب، ولكن لأنه
مؤشر على طبيعة المرحلة القادمة، ونوعية الفن والفنانين الذين يستحقون أن
يكون لهم الصوت الأعلى في مصر ما بعد 25 يناير.
ولعل هذه الخطوة تكون الأولى نحو
محاسبة هؤلاء الفنانين الذين طالما ركبوا السيارات الفارهة، وسكنوا القصور
العالية، وعاشوا في أعلى المستويات، بسبب دعمنا وتشجعينا وأموالنا، حتى إذا
احتجنا لهم للوقوف إلى جوارنا في المطالبة بحياة إنسانية كريمة، لم نجد
منهم إلا كل تنكر وتجاهل.. وإهانة!