ليبيا: مقتل 10 في الزاوية و"تحرير" مصراتة
أعلن السفير الليبي لدى المملكة الأردنية، محمد حسن البرغثي،
استقالته من منصبه، في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام ومحطات التلفزة
المختلفة مباشرةً، وسط تقارير أفادت بأن المحتجين المناوئين لنظام
القذافي، تمكنوا من "تحرير" مدينة مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية.
وقال
البرغثي، الذي كان يتحدث بالعاصمة الأردنية عمان، إنه يترك منصبه للعودة
إلى "مكانه الطبيعي"، إلى جانب الشعب الليبي، في وجه نظام العقيد القذافي،
الذي يحكم البلاد منذ ما يقرب من 42 عاماً.
وصرح السفير
الليبي لـCNN بالعربية عبر الهاتف من العاصمة الأردنية عمان، قائلاً:
"استقلت احتجاجاً على الأوضاع المأساوية التي تحدث في ليبيا"، واصفاً
الحالة في بلاده بأنها "أمر لا يصدقه عقل بشري، وشئ مأوساوي جداً."
وبذلك
ينضم السفير الليبي بالأردن إلى العشرات من السفراء والدبلوماسيين الذين
أرسلوا خطابات استقالاتهم إلى وزارة الخارجية، بالإضافة إلى عدد من
المسؤولين الأمنيين والعسكريين، الذين تركوا مناصبهم ووظائفهم وأعلنوا
انضمامهم للثوار.
هجوم الزاوية
وأفاد
موقع صحيفة "قورينا" على الإنترنت أن عدد القتلى الذين سقطوا في مدينة
الزاوية بلغ 10، وأصيب العشرات في الهجوم الذي شنته قوات أمنية تابعة
للنظام.
وقالت الصحيفة إنه لم يكن بالإمكان نقل الجرحى
إلى المستشفيات بسبب الإطلاق الكثيف للنيران، مشيرة إلى سكان الزاوية،
التي تبعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس، فوجئوا بقدوم القوات من
الغرب، أي من مدينة صبراطة، فيما كانوا يعتقدون أنها قادمة من الشرق.
تحرير مصراتة
إلى
ذلك، تقاطعت تقارير من قوى المعارضة وشهود عيان تشير إلى سيطرة المحتجين
على مدينة "مصراتة"، ثالث أكبر مدن البلاد بعد طرابلس العاصمة وبنغازي،
وإحدى أكبر التجمعات السكانية غربي البلاد، وهي المنطقة التي كانت حتى
الأيام الماضية ما تزال خاضعة لسيطرة القذافي.
وبحسب
قيادات من المعارضة تحدثوا لـCNN، فإن المحتجين "تمكنوا من طرد المرتزقة"
وإخضاع المدينة - الواقعة على بعد 200 كيلومتر من طرابلس - لسيطرتهم.
ولا
يمكن لـCNN تأكيد الأخبار بشكل مستقل في العديد من المناطق الليبية، خاصة
وأن الحكومة الليبية لم ترد على طلب الشبكة لإدخال المراسلين إلى أراضيها،
وقد تمكنت CNN خلال الأيام الماضية من التحدث إلى العديد من شهود العيان
داخل البلاد.
وكانت مناطق غربي البلاد قد ظلت بشكل كبير
في قبضة القذافي، الذي فقد منذ الأيام الأولى للاحتجاجات الشعبية، سيطرته
على الأجزاء الشرقية من ليبيا.
وبالتزامن مع هذه
التطورات، واصلت دول العالم سعيها الحثيث لإخراج مواطنيها من ليبيا، وفي
هذا الإطار، أعلنت كندا أن طائرة مستأجرة من قبلها ستنقل رعاياها من
طرابلس إلى العاصمة الإيطالية روما الخميس.
أما كوريا
الجنوبية، فقد أعلنت حكومتها أنها سترسل طائرة تابعة للخطوط الجوية
المصرية لإجلاء 260 عاملاً من مواطنيها مع عائلاتهم من ليبيا، وذكرت
الحكومة أنها تفكر في استئجار طائرات أخرى ونقل رعايا بالبر والبحر، خاصة
وأن هناك 1400 كوري جنوبي في ليبيا، يعملون في 300 منشأة.
كذلك من المتوقع أن تنطلق رحلات تقل نيجيريين من ليبيا إلى لاغوس الخميس.
وفي
إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه وافق على طلب السلطة
الفلسطينية لإدخال عدد من الفلسطينيين العالقين في ليبيا إلى أراضي
السلطة، وسيشمل القرار 300 فلسطيني.
أما لندن، فقد وفرت
طائرة في طرابلس للراغبين بالمغادرة من رعاياها، وذكرت السفارة البريطانية
أنها على اتصال مع 300 بريطاني، في محاولة لإيصال التعليمات إليهم حول سبل
مغادرة البلاد جواً، بينما أرسلت فرنسا ثلاث طائرات للغرض نفسه.
من
جهتها، أرسلت الولايات المتحدة سفينة ركاب إلى ميناء طرابلس، ومن المتوقع
أن تغادر الخميس بسبب الطقس السيئ، ويمكن للسفينة حمل 575 شخصاً، وفقاً
لمصادر دبلوماسي تحدث لـCNN، وأشار إلى أن السفينة ستتجه بالركاب إلى
مالطا، دون أن يحدد عددهم.