عائدون من ليبيا: السفارة باعتنا
استقبل مطار القاهرة الدولى عددا كبيرا
من المصريين العائدين من جحيم ليبيا عبر الجسر الجوى الذى نظمته شركة مصر
للطيران لنقل الرعايا العالقين بمطار طرابلس.
وانتقد العائدون من ليبيا الغياب التام للسفارة المصرية التى أغلقت
أبوابها أمام استغاثات المصريين، واتهمها البعض بالعمالة، ولولا تدخل
المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومد جسر جوى بين القاهرة وطرابلس ما كنا
وصلنا إلى القاهرة، على عكس السفارات الأخرى التى تشرف على إجلاء رعاياها
من ليبيا.
وطالب العائدون بتوفير جسر جوي أكبر
لإنقاذ آلاف المصريين الذين يفترشون مطار طرابلس, وينتظرون أمام المطار
منذ أربعة أيام فى محاولة فاشلة للوصول إلى صالات السفر بمطار طرابلس
ليتمكنوا من العودة.
وقالوا إن خطاب سيف الإسلام نجل القذافي
الذي وصف فيه المصريين بأنهم محرضون في هذه الثورة مع التونسيين تسبب في
تعرضهم لمعاملة سيئة ومنهم من لقى مصرعه على أيدي بعض الموالين للنظام.
وقال أحمد عبد الناصر مهندس بترول يعمل
فى ليبيا منذ عشر سنوات إن شوارع ليبيا ممتلئة بالأفارقة الذين يحملون
السلاح ويتبادلون إطلاق النار مع المواطنين وأصبح مشهد الجثث والدم هو
المشهد العام فى الشوارع.
وأضاف أن جاره الليبي استضافه لمدة يومين
مع أسرته وبعد ذلك تمكن من الوصول إلي المطار ولم يجد دورا واضحا للعاملين
بالخارجية المصرية ولا أحد يسهل الإجراءات بالمطار بينما هناك سفارات أخري
تقوم بتقديم كافة الخدمات للرعايا العاملين هناك وتسفيرهم.
وأوضح "علي مصطفي -عامل" أنه تمكن من
الوصول إلي القنصلية المصرية لطلب المساعدة خاصة أنه لا يملك أي أموال ولم
يرد عليه أحد متهمها بالعمالة ضد المصريين, إلا أن بعض الأهالي الليبيين
ساعدوه، حتى تمكن من الوصول للمطار ليجد إهانة كبيرة هناك فعندما كان يطلب
المياه من السلطات الليبية كانوا يردون عليه بأنه لابد من أن يردد النشيد
الليبي حتى يشرب وفي النهاية تمكن من العودة إلي مصر.
وأشارت د. رضوي مؤمن صيدلانية تعمل فى
ليبيا أنها كانت تسكن مع أسرتها بمنطقة زاوية البر ودائما ما كانت تسمع
أصوات طلقات النار قادمة من كل اتجاه إلا أن الشركة التي تعمل بها قامت
بتجميع الأسر المصرية والتي بلغت 20 أسرة ونقلتهم إلي مطار طرابلس عبر
الأوتوبيسات لتبدأ مرحلة جديدة من العذاب فدخول المطار صعب للغاية بينما
تم السماح لجنسيات أخري بالدخول قبل المصريين.
وأضافت: قمنا بدفع رشاوى حتى تمكنا من الدخول وحجز مكان لنا علي الطائرة القادمة بينما هناك آلاف المصريين هناك ينتظرون الطائرات.
وقال مجدى عبد الرحمن عامل بطرابلس إنه
تمكن من الوصول إلى مطار طرابلس بمساعدة أصدقاء ليبيين عبر الشوارع
الداخلية وترك كل ما يملكه ووجد معاملة سيئة من العاملين فى مطار طرابلس ,
وانتظر بجوار صالات السفر ثلاثة أيام دفع خلالها 500 دينار رشوة حتى تمكن
من ركوب الطائرة والعودة إلي مصر.
وأضاف محمد مناع - سباك بمنطقة أبو سليم
أن آلاف المصريين عالقون بجوار المطار ولم يلقوا أى مساعدة من السفارة و
لم يجدوا أي إجابة من المسئولين فيها.
وقال إنه لولا علاقته مع الليبيين هناك
ما كان تمكن من الوصول إلي المطار فقد قام بدفع 300 دينار ليبي للذين
يقفون في الطرقات حتى يصل للمطار كما قام بدفع رشوة للدخول إلي صالة السفر
وحجز مكان علي الطائرة ليعود إلي مصر.