قال السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج
إن مصر على أتم استعداد لاستخدام كافة السبل لإعادة المصريين الموجودين فى ليبيا
ممن يرغبون فى العودة، فى ظل الأوضاع الحالية التى تمر بها الجمهورية، مشيرا إلى أن
الدولة المصرية على استعداد لإرسال أكبر عدد من الطائرات "مصر للطيران" وحربية،
ولكن هناك انتظارا للحصول على موافقات لهبوط تلك الطائرات إلى مطارات طرابلس وسرت
ومصراتة، مشيرا إلى أنه تم الموافقة أمس على هبوط 4 رحلات لمطار طرابلس وأخرى إلى
مدينة سرت، كما تم اليوم الحصول على الموافقة على 5 رحلات أخرى .
وأكد عبد
الحكم فى مؤتمر صحفى اليوم، أن الحكومة المصرية على استعداد لتسيير أكثر من 30 رحلة
يومية لمصر للطيران إلى ليبيا لمساعدة عودة المصريين، لكن الأمر يتوقف على الحصول
على الموافقات اللازمة من هيئة الطيران المدنى الليبى، مشيرا إلى أن الحكومة حريصة
على إنهاء الإجراءات الخاصة بتسيير العديد من السفن التجارية والحربية لمينائى بنى
غازى وطرابلس لنقل من يرغب فى العودة، كما سيتم إرسال أكبر عدد ممكن من طائرات سى
130 كذلك سيتم تسير جسر برى من بنى غازى والمدن المحيطة بها إلى السلوم على نفقة
الدولة المصرية.
وقال عبد الحكم إن هناك تعاونا وتنسيقا كاملا بين كافة
وزارات وأجهزة الدولة لتأمين المواطنين المقيمين فى ليبيا وتقديم كافة المساعدات
والتسهيلات لعودة من يرغب منهم.. حيث تم تشكيل مجموعة عمل تعمل على مدار الـ 24
ساعة تضم فى عضويتها ممثلين من كافة الوزارات المعنية، وفى مقدمتها وزارات الخارجية
والدفاع والتجارة والصناعة والسياحة والصحة والنقل وشركة مصر للطيران من أجل تقديم
المساعدة والتسهيلات اللازمة لإعادة كل مواطن مصرى هناك.. وأضاف أنه انطلاقا من هذا
الهدف تم تسيير العديد من رحلات مصر للطيران إلى ليبيا لإعادة المصريين وطلبنا من
الجهات الليبية الموافقة على العديد من رحلات الطيران للعمل على إخلاء المصريين
الراغبين فى العودة وإجلاء أكبر عدد ممكن.
وأشار عبد الحكم إلى أنه تم
الموافقة اليوم الأربعاء على هبوط 5 رحلات طيران 4 طرابلس وواحدة سرت بخلاف 5 رحلات
أخرى أول أمس.. بحيث كانت مواعيدها الساعة غادرت مطار طرابلس الساعة 12 ونصف
والساعة 4 مساءً وهناك طائرتان أخريان الساعة 6 و9 ونصف مساء.. وأضاف عبد الحكم أنه
سيتم الإعلان عن جدول الرحلات بشكل مستمر، مشيرا إلى أن من يملك جواز سفر فعليه
الاتصال بالسفارة المصرية ومكتب مصر للطيران لترتيب سفره على نفقة الدولة ومن لا
يملك جواز سفر فعليه التوجه للقنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر.
وأوضح
السفير عبد الحكم أنه تم إجراء اتصالات عاجلة من السلطات التونسية للسماح بدخول كل
مواطن مصرى، حيث وافقت السلطات التونسية على السماح للمصريين بعبور الحدود الليبية
إلى تونس وقامت السفارة المصرية فى تونس بتشكيل مجموعة عمل لاستقبال كل مواطن يعبر
الحدود وتقديم كل أنواع التسهيلات بما فى ذلك الاستضافة على نفقة الدولة فى الفنادق
الموجودة على الحدود كما أن هناك استعدادت لتسيير جسر جوى إلى تونس لنقل المصريين
الموجودين هناك.. مشيرا إلى أن حوالى 100 مواطن مصرى وصلوا (أمس الثلاثاء) للحدود
التونسية ويتم إنهاء إجراءات سفرهم لعودتهم، كما استقبلت الحدود المصرية الليبية
حوالى 14 ألف مواطن مصرى، استطاعوا أن يصلوا بالطريق البرى إلى منفذ السلوم، وتم
استقبالهم فى مراكز الإيواء التى إقامتها القوات المسلحة، وتقديم كافة الخدمات بما
فيها الطبية والعلاجية، قامت وزارة النقل بنقلهم مجانا من خلال الحافلات والسكك
الحديدية إلى كافة محافظاتهم داخل مصر.
وردا على الاتهامات التى وجهها عدد
من المصريين فى ليبيا للسفارة المصرية بالتأخر فى الاستجابة لطلباتهم، خاصة
المتعلقة بإصدار وثائق السفر، قال عبد الحكم إن السفارة المصرية فى طرابلس
والقنصلية المصرية العامة فى بنغازى ووزارة الخارجية فى مصر يعملون على مدار الـ 24
ساعة، مشيرا إلى أن نفس الظروف التى يعيشها المواطنين المصريين فى ليبيا، هى ذاتها
الظروف التى يعيشها أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية فى ليبيا ويتعرضون لنفس
الضغوط النفسية التى يمر بها كل مصرى ومصرية متواجدين فى الأراضى
الليبية.
وقال عبد الحكم إن المشكلة فى أن القنصلية المصرية فى طرابلس
تتواجد فى مكان غير المكان الذى تتواجد فيه السفارة، وهناك بعض المواطنين المصريين
لا يعلمون مقر القنصلية، فقد يكونون ذهبوا إلى السفارة وتم توجيههم للذهاب إلى
القنصلية لاستخراج وثائق السفر"، لافتا إلى أن هناك خلية عمل تم تشكيلها فى القسم
القنصلى بالسفارة المصرية فى طرابلس لتقديم كافة المساعدات والتسهيلات اللازمة، وفى
مقدمتها إصدار وثائق السفر لكل مواطن ومواطنة مصرية، موضحا أن المطلوب من المواطن
المصرى أن يقول البيانات الأساسية له ليتم تسجيلها لإعطائه وثيقة السفر فى فترة
زمنية لا تتجاوز العشرة الدقائق.
وأضاف عبد الحكم أن أى مواطن مصرى لا يملك
جواز السفر عليه أن يذهب لقسم القنصلية بالسفارة لاستخراج وثيقة السفر، بالإضافة
إلى أنه تم إنشاء مكتب يتبع السفارة المصرية فى مطار طرابلس لإصدار هذه الوثائق
لمساعدة كل مواطن ومواطنة مصرية يرغبون فى العودة إلى أرض الوطن.
وحول
أسباب تأخر السلطات الليبية فى منح التصاريح اللازمة لتسيير رحلات طيران مصرية
إضافية، قال عبد الحكم "إن هذا قد يرجع إلى الطلبات الكثيرة التى ترد إليهم من كافة
الدول فى هذا الشأن".
ولفت عبد الحكم إلى أن عدد المواطنين المصريين ممن تم
عودتهم إلى مصر برا يبلغ عددهم 17 ألف مواطن مصرى، منهم 14 ألف مواطن عادوا، و3
آلاف فى طريق عودتهم إلى ارض الوطن اليوم، بالإضافة إلى من وصلوا من خلال الطيران
والمواطنين المصريين الذين نجحوا فى العبور إلى الأراضى التونسية وعددهم 100
مواطن.
ونصح عبد الحكم المصريين ممن يعملون بالقرب من الحدود الليبية
التونسية أن يتجه إلى الحدود التونسية وسوف تقدم له كل التسهيلات اللازمة لتسفيره
من تونس إلى مصر، مؤكدا على أن مصر مستعدة لتسيير خط جوى لمطار جربا فى تونس لإحضار
كل مواطن مصرى يعبر الحدود الليبية التونسية، وقال "إن كل جهود الدولة مكرسة لتقديم
كافة المساعدات والتسهيلات التى من شأنها مساعدة المصريين المتواجدين فى ليبيا
وعودة كل من يرغب فى العودة لأرض الوطن".
ونفى عبد الحكم ما نشرته إحدى
القنوات الفضائية "الجزيرة" بشأن وفاة 10 مصريين رميا بالرصاص فى مدينة طبرق
الليبية، وقال "إننا تعودنا على قيام بعض القنوات بنشر بعض الأخبار غير الصحيحة
والتى لا تمت من قريب أو بعيد بالحقيقة، وأنا سمعت هذا الخبر الذى جاء فيه أن هناك
عشرة من القتلى المصريين وتم إطلاق الرصاص عليهم فى مدينة طبرق الليبية، وبمجرد
سماعى هذا الخبر قمت بالاتصال بالمستشفى الرئيسى فى طبرق، وتأكدت أن هذا الخبر عار
تماما من الصحة"، مضيفا أن الأضرار التى لحقت بالجالية المصرية فى ليبيا حتى الآن
هى وفاة مواطنين اثنين من محافظتى المنيا والبحيرة نتيجة إصابتهما ببعض الطلقات
النارية، لكن الادعاء بأن هناك عشرة قتلى فهذه المعلومات عارية تماما من الصحة وغير
حقيقة على الإطلاق".
وحول إن كانت هناك آلية معينة للتعامل مع المصابين
والمتوفيين المصريين فى ليبيا، قال عبد الحكم "إننا علمنا بوفاة المواطنين الاثنين
نتيجة الاتصال المستمر والقائم والمتواصل بين القنصلية المصرية العامة فى بنغازى
والسفارة فى طرابلس من جانب، وأعضاء الجالية المنتشرة فى ليبيا من جانب آخر"، مشيرا
إلى أن السفارة والقنصلية يعملان على مدار الـ 24 ساعة.
وفيما يتعلق بجثث
المواطنين المتوفيين، قال عبد الحكم إن الجثتين موجودتان فى ثلاجة مستشفى طبرق،
وتقوم القنصلية المصرية فى بنغازى بإنهاء الإجراءات الخاصة بشحنهم وإعادتهم إلى أرض
الوطن.
وأشار عبد الحكم إلى أن القنصلية المصرية فى بنغازى تقوم حاليا
باستضافة أكثر من 2000 مواطن ومواطنة مصرية بمبنى القنصلية.
وحول إن كانت
وزارة الخارجية قد لاحظت وجود استهداف للمصريين المتواجدين فى ليبيا بعد اتهام سيف
الإسلام القذافى لبعض المصريين بالمشاركة فى الأعمال التحريضية، قال عبد الحكم
"كلنا نعلم الظروف التى تمر بها الجالية المصرية فى ليبيا، وهى ظروف صعبة للغاية"،
مؤكدا أن المصريين المتواجدين فى الخارج ومنها ليبيا شغلهم الشاغل لهم وهدفهم
الرئيسى هو المساهمة فى عملية التنمية الاقتصادية لبناء الدول التى يتواجدون فيها،
والمواطنون المصريون لا يتدخلون فى الشئون الداخلية للدول الأخرى".
وحول إن
كانت هناك أضرار لحقت بالمبانى الدبلوماسية المصرية أو الشركات المتواجدة فى ليبيا،
قال عبد الحكم "حتى الآن لم تسجل أى أضرار أو خسائر فى المنشآت المصرية المتواجدة
فى ليبيا".