تناولت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الأحداث فى ليبيا، وقالت إن رئيسها معمر
القذافى يواجه التحدى الأخطر لحكمه المستمر منذ 42 عاماً بإطلاق جيشه على
المتظاهرين غير المسلحين.
وتشير الصحيفة إلى أن القذافى، على عكس الحاكم فى
جارته الشرقية مصر، قد رفض تشجيع سياسة العصيان على الرغم من تزايد الإدانات
الدولية، ووصول عدد القتلى بين المتظاهرين إلى حوالى المائة. وكانت صحيفة الزحف
الأخضر الموالية للحكومة قد حذرت من أن الحكومة سترد بشكل عنيف ومدو على
الاحتجاجات، وقالت إن هؤلاء الذين يعارضون النظام يخاطرون بالانتحار.
وكان
وليام هيج وزير الخارجية البريطانى قد أدان العنف ووصفه بأنه مروع وغير مقبول، خاصة
مع قيام القوات الخاصة للنظام الليبى والمدعومة بمرتزقة أفارقة بإطلاق حملة فجر
اليوم على معسكر للاحتجاج فى بنى غازى، وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول إن بريطانيا
تسعى جاهدة إلى تخليص نفسها من العلاقة الحميمية مع نظام القذافى فى الآونة الأخيرة
والتى بدأها رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير عام 2004.
من ناحية أخرى، ناشد
الكاتب والروائى الليبى هشام مطر، والمقيم فى لندن نظام القذافى لإبعاد جيشه عن
المتظاهرين. وقال مطر فى ختام مقال له بالصحيفة مخاطباً القذافى وقواته الأمنية:
"من أجل الأمهات ومن أجل هؤلاء الذين ماتوا، ومن أجل ليبيا، أرجوك لا تعذب شعبك ولا
تقتلهم".
وفى معرض مقاله، أشار الكاتب إلى أن رد النظام على الاحتجاجات
الشعبية واستياء الشعب كان الإرهاب والرشو، فقد كانت هاتان أكثر وسيلتين اعتمدا
عليهما القذافى فى تكتيكات سياسته الخارجية، وكما جاء فى وثائق ويكيليكس، فإن
الدافع وراء الإفراج عن عبد الباسط المقراحى المدان فى قضية لوكيربى هو التهديدات
الليبية لبريطانيا ومصالحها الاقتصادية، لكن يبدو الآن أن الإرهاب والرشوة لم تعد
ذات فائدة فى ليبيا.