قال السفير حسن عفيفى، رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطة والشعب لمصر، إن ثورة 25 يناير
جعلت الإنسان المصرى يتصالح مع نفسه، حيث كان كل فرد فى الفترة الماضية غير راض عن
نفسه لما كان يعيش فيه من ماض سلطوى، لافتاً إلى أنه لابد أن يسامح المصريون أنفسهم
وهم الشرطة والشعب، مؤكداً أن الثورة غيرت نظرة العالم داخليا وخارجيا تجاه مصر،
وأنها الثورة أعادت كرامة المصرى التى كانت مهدرة طوال الفترة السابقة.
وأكد
عفيفى خلال المؤتمر الذى عقدته جمعية الشرطة والشعب لمصر مساء اليوم، الأحد، بين
شباب الثورة وضباط الشرطة أن السياسة كانت تستخدم الأمن لتحقيق مصالحها، وهى التى
غيرت نظرة الشعب لها، وكان ذلك واضحاً فى معاملة القوات المسلحة للشعب أثناء
المظاهرات والأحداث السابقة، مشيراً إلى أن خدمة الشرطة للمواطنين لا تقل عن القوات
المسلحة، لافتاً أنه يوجد أربع جهات رسمية لابد أن تكون مستقلة عن المؤسسة
الرئاسية، ومنها القوات المسلحة والشرطة والقضاء والجهات الدبلوماسية لأنهم يخدمون
الشعب المصرى بكافة انتماءاته، مشيراً إلى أنه توجد ثورة مضادة وعلى الكل أن يصدها
وهى التى تهدم ما أحدثته الثورة من أهداف.
ويرى الدكتور مصطفى النجار،
المنسق العام للحملة الشعبية لدعم البرادعى، أنه لكى تعود العلاقة بين الشرطة
والشعب لما كانت عليه من قبل لابد من تطبيق قاعدة "المصارحة ثم المصالحة"، رافضاً
مبدأ التعميم بأن كل جهاز الشرطة فاسد، لافتا أن جهاز الشرطة كان الفترة السابقة
تابعاً التبعية الكاملة للجهة السياسية، كما أن الجهاز السياسى السابق اعتبره جهاز
فاشل ليس له خيار سوى الشرطة والتى استغلها لتزوير الانتخابات والسيطرة على الإخوان
وغيرها من الأمور التى شهدتها مصر مؤخراً وآخرها قمع وصد المتظاهرين التى استغلها
الجهاز السياسى لحمايته.
وأكد النجار على ضرورة محاسبة الفاسدين من جهاز
الشرطة والشرطة السرية والعصابات التى شكلتها الشرطة مؤخراً من البلطجية، والتى
تحمل لها جرائم جنائية وأخلاقية على مدى 30 عاماً من حكم الرئيس السابق حسنى مبارك،
ويجب محاكمتهم وإقصائهم، موضحاً أن الشعب لن يتصالح مع الشرطة إلا بتحقيق هذه
المطالب المهمة تجاه من أخطئوا فى حقه طوال الفترة الماضية.
وأضاف النجار أن
الشرطة ليست كائنات فضائية هبطت علينا من الفضاء وليست كلها أمن دولة، بل يوجد بها
جهاز أمنى جنائى وأمن عام، موضحاً أنهم يوجد بهم شهداء وأبطال ولابد من إعادة تهيئة
الأشخاص والإصلاح فى مؤسسة الشرطة، بداية من قواعد الالتحاق بكلية الشرطة التى تقبل
من 50% فقط وتدخل بها الوساطة والمحسوبية، ولابد أن تضع قواعد لمحاسبة المقصرين فور
تخرجهم، وليس كما كان بالشكل المعروف قديماً أنهم فوق القانون، مؤكداً أنه لا يوجد
نظام فى العالم تكون الشرطة تابعة للنظام سوى فى مصر.
وشدد النجار أنه لابد
من صياغة خطاب جديد من الشرطة حتى يصدقه الشعب مرة أخرى مستعينين بحملة علاقات عامة
جيدة ومتميزة لأن الشرطة عليها حماية الشعب وليس حماية النظام، مطالباً برفع الظلم
عن المساجين الحاليين والذين أغلبهم موجود بالمعتقلات بسبب عدم رضا الضباط
المتسلطين فى النظام السابق عليهم ودخولهم السجون بدون وجه حق، لافتاً إلى أنه لابد
من النظر فى التهم المنسوبة للمساجين وإذا كان أحدهم مدانا لابد من بقائه فى السجن
ومن كان موجودا بدون وجه حق يفرج عنه فوراً.
وأشار اللواء ياسين سند إلى أن
العقيدة الشرطية لم تعد موجودة على أرض الواقع، وهى عبارة عن فلسفة العمل الشرطى،
ويأتى عدم وجودها بسبب إرادة النظام لذلك، مؤكداً أن النظام الفرعونى فى مصر والذى
استمر بها لفترة وتقوم مصر بتصديره للخارج موضحاً أن عددا كبيرا من ضباط الشرطة
يخالفون القسم الذين يؤدونه ولابد أن يفرقوا بين الأوامر العمياء التى يطيعونها،
موضحاً أن الفرق بين قوات الشرطة وفرقة الصاعقة أن جهاز الصاعقة قائم على الصدق ولا
يوجد كاذب بينهم.
وأضاف الرائد هانى الأعصر، أننا لا ننكر كل الأخطاء التى
اقترفناها وكان أكبرها مقاومة المتظاهرين وهم يرددون "سلمية سلمية.."، موضحاً أن
جهاز الشرطة ليس بكل هذا السواد وليس كله فاسد بل يوجد الكثير من رجال الشرطة
شرفاء، وأن القيادة الميدانية ليست بهذا السوء، وإنما الأخطاء نابعة من القيادة
المكتبية التى لا تشعر بالشعب أو بالشارع.
وأكد الأعصر أن الانسحاب كان هدفه
حماية الأفراد وكانت لدينا أسلحة كثيرة يجب أن نحميها حتى لا يستولى عليها المجرمون
ويستغلونها ضد المواطنين، لافتاً أن الضباط الفاسدين دخلوا الجحور ومن المستحيل أن
يخرجوا مرة أخرى، وأن القيادات المكتبية هى التى هربت.
وأضاف الدكتور عمرو
الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه من المفروض أن
تكون ثورة 25 يناير ثورة بناء وأن مصر كانت تحكمها سلطة المزاج والكل كان فوق
القانون ولابد من صياغة عقد اجتماعى جديد يضمن التغيرات التى حدثت فى الفترة
الأخيرة، وأننا لسنا فى نكسة 1967 حتى نقول إن الشرطة انسحبت من الشارع، مطلباً
بتغيير نظام الوزارة الحالية من حيث ضرورة المساواة بين قيادات الوزارة والضباط
بجميع المديريات، حيث مرتب مدير الأمن يتعدى مرتب الضباط بشكل كبير جداً.
وأشار
الشوبكى إلى أنه لابد أن يكون تكون هناك نقابة للشرطة حتى تضمن حقوقهم القانونية،
وأن هذه النقابة موجودة فى أغلبية دول العالم، مشدداً على ضرورة إنشائها فى
مصر.
ووجه الداعية الشاب معتز مسعود كلامه للشرفاء من رجال الشرطة بأن
الثورة ثورتكم أيضاً ومن يشتكى من عدم قدرته على الفرح لأنه من الشرفاء فلابد أن
نبكى معا من أجل الشهداء الذين ضحوا من أجل مصر، موضحاً أن النظام السابق لم يسقط
كاملاً حتى الآن والذى كان قائما على الترهيب والتخويف عن طريق استخدام الجهاز
الأمنى، مخاطباً رجال الشرطة أن هيبتكم لن ترجع إلا بالاحترام وأنهم ليسوا فوق
القانون ولابد أن ترحموا من فى الأرض.