شهد ميدان التحرير في خضم ثورته وأحداثه عدة ظواهر اجتماعية لافتة للانتباه،
منها الاحتفال بعقد القران والزواج لعدد ممن قاموا بالثورة من الشباب وغيرهم من
جموع الشعب.وتعليقاً على هذه الظاهرة قال الدكتور إيهاب عيد أستاذ الطب السلوكى
للبوابة الإلكترونية لـ"الوفد": إن الشعب المصري له خصائص ومميزات يستأثر بها
وينفرد بها دون غيره من الشعوب ومن أهم هذه المميزات القدرة على صناعة البهجة
وأجواء الفرح والسعادة من أغوار الثورة والغضب مثلما ظهر في أكثر من قصة حب توجت
بالزواج في قلب ميدان التحرير.
ويضيف أستاذ الطب السلوكى: إن بعض الثوار من الشباب قد عملوا على انتزاع أحاسيس
ومشاعر مختلفة من أوج حالة الغضب الثورية، التي كانت تسيطر على كافة المتظاهرين،
حيث إن الإقدام على مثل تلك الخطوة في أجواء الثورة والغضب هى بمثابة ميكانزما
دفاعية أو حيل دفاعية يلجأ إليها الإنسان كأسلوب من أساليب التكيف مع المشكلة أو
الأزمة التي يمر بها وتخفف من حدة التوتر والغضب والضيق المسيطر على الفرد.
ويشير الدكتور إيهاب عيد إلى أن فرصة نجاح مثل هذا الزواج من منظور علم النفس
ممكنة إذا كان القرار غير متسرع، إذ إن قرار الزواج في جزء كبير منه يمكن تشبيهه
بالقرارالإداري، الذي لابد لكى يتخذ أن تتضافر عدة عوامل مجتمعة حتى يتسنى اتخاذ
مثل هذا القرار الحاسم، حيث إن اتخاذ قرار االزواج ينبغي أن تتضافر له هو الآخر عدة
عوامل مجتمعة منها التكافؤ العلمي والثقافي والاجتماعي، بحيث لا تكون هناك أحاسيس
بالغربة النفسية أو الثقافية أو الاجتماعية من كل طرف تجاه الطرف الآخر.
ويؤكد الدكتور إيهاب عيد على أنه يجب التفرقة بين من انطلقت شرارة الحب في
قلوبهم من قلب الميدان، مثلما انطلقت شرارة الثورة أيضا، وبين من كانت تجمعه من
الأصل قصة حب أو ارتباط عاطفي ووجدوا في الميدان الفرصة لأن يعلنوا منه تتويج هذا
الارتباط من منطلق نفسي، يؤكد حرصهم على أنه مثلما كانت نقطة الانطلاق لحياتهم
الزوجية هى ثورة ضد القمع والظلم والاستبداد، فإن حياتهم الزوجية هى الأخري ستكون
بمثابة ثورة على ذلك كله، وتطبيق الرحمة والمودة والسكينة التى تقوم عليها الحياة
الزوجية السوية والتى يتوافر بها الرأى والرأى الأخر والقدرة على التعبير الحر
المتحضر دون إيذاء لمشاعر أحد الطرفين، وعدم فرض رأى دون الآخر لمجرد التشبث بالرأى
والديكتاتورية والمركزية.