ذكر الفنان الأسمر محمد منير أنه سبق أن قدَّم العديد من الأغنيات الوطنية
المُحرِّضة على الثورة ضد الظلم والطغيان، مشيرًا إلى أنه ليس مقلدًا، بل محرض، وأن
الآخرين هم من قلَّدوه وصاروا مجرد معلقين على الأحداث.
وسجَّل
منير مواكبته الأحداثَ في العالم العربي، وحرصه على تقديم الأغاني الهادفة، ومنها
الوطنية والدينية. وكانت ثورة "25 يناير" مناسبة عظيمة لإطلاق أغنيته الجديدة
"إزاي؟" التي تتناول الأحداث الأخيرة في مصر، حسب صحيفة "الحياة" اللندنية 18
فبراير.
وأضاف منير: "أنا أول من قدَّم هذا النوع من الغناء من أبناء
جيلي؛ قدمت العديد من الأغنيات التي كانت نوعًا من أنواع التحريض؛ فغنيت للقدس عام
1978، ولفلسطين "شجر الليمون" عام 1981، وغنيت "العمارة العمارة" في بداية
الانتفاضة عام 1986، وغنيت عندما ماتت سناء محيدلي أغنية "أتحدى لياليك يا هروب
واتوضى بصهجك يا جنوب"، وغنيت (يا بن العرب ياللا يا ويكا اعرف مين
أعاديك)".
وتابع المطرب المصري: "وكانت أغنية "مدد يا رسول الله"
الشهيرة التي قدَّمتها قبل سنوات في عمق الأحداث ذاتها، ولنفس الأهداف الوطنية".
وأوضح أنه ليس مقلدًا، بل محرض، وأن الآخرين هم من قلدوه، وصاروا مجرد معلقين على
الأحداث.
وقال: "لم أتخلَّ عن القضية الفلسطينية طوال حياتي إلى الآن،
لكنني بدأت دوري التحريضي بصفتي فنانًا منذ فترة طويلة. وما يحدث الآن في مصر
والوطن العربي أكبر من مشروع التحريض وأكبر من الأغنية".
وأضاف: "أنا
واحد من الفنانين المصريين، دائمًا في حوار مع الآخر؛ مع الغرب، ومع أمريكا،
ودائمًا أذهب إليهم. وأنا فتوة ومفتون بموروثي وتاريخي؛ ليس الشخصي، لكن
الفني".
وحول تعاونه مع نجوم عالميين في "دويتوهات" أجنبية، يشير المطرب
المصري إلى تعاونه في أغنيات ألبومه الأخير مع فريقَيْن إسباني وألماني. وعن
اعتماده على ملحنين وموزعين أجانب، خصوصًا من ألمانيا؛ قال: "إنها حالة من التنوع
في الثقافات. وأي فنان يستطيع أن يفعل ذلك، ويذهب إلى أي اتجاه في الدنيا ما دام
يرى نفسه فيه، ويكمل به شيئًا هو في حاجة إليه، واستفدت كثيرًا من تلك التجربة في
مشواري الغنائي".
ورأى منير أن احتكاكه بالثقافات الأخرى تجربة ممتعة
وجميلة، وفيها نوع من الشجاعة، وأن الفنان بتركيبته الخاصة، لا بد أن يتوفر لديه
مقدار من الشجاعة والمغامرة والجرأة والثقة بالنفس والاطلاع على كل ما هو جديد
ومتطور، حتى يكون فنانًا متجددًا.
وعن واقع الساحة الغنائية، قال: "تتسع
لأكثر من فرد، وما يحكمها هو الاجتهاد. وأنا أحب سماع كل المطربين، ولكن لم أر أنني
في لحظة احتفظت بأغنية لأحد... أحيانًا أشعر بالغيظ إذا قدَّم أحدهم أغنية جميلة
جدًّا، وسر هذا الشعور هو أن تلك الأغنية لم تكن موجودة لديَّ. أحس بغيرة عنيفة من
كل مطرب يقدم أغنية ناجحة، لكن لا أحسده عليها".
وشدد على أن هناك
أغنيات لا يغنيها إلا محمد منير بمفرده؛ "لأنها ذات مفردات لغوية بِكْر، ولم
يتناولها أحد من قبل، ولو أن المطربين الآخرين من حولي لديهم مقدار من الشجاعة
والمغامرة سأكون أنا الأخير، لكن أنا متفوق عليهم بشجاعتي ومغامرتي، وهم متفوقون
عليَّ بنشاطهم وحركتهم".