خرجت منى زكى تهتف مع جموع المصريين بسقوط النظام والرئيس.. ورغم أنها تعترف بأنها
صدقت لبعض الوقت أن الرئيس السابق حسنى مبارك تراجع وقرر فعلا التغيير فإنها ومع
هجوم بلطجية الجمال والخيول رفضت أى تفاهم قبل رحيله لأن مصر تستحق الديمقراطية
بالفعل.
●البعض اندهش من مشاركتك فى المظاهرات
منذ اللحظة الأولى وقبل أن تتحول إلى حركة شعبية تطيح بمبارك؟
ــ كان
قرارى مدفوعا بشعورى كمواطنة عادية وأن بلدى يجب أن يكون أفضل ويستحق الديمقراطية،
ورغم أننى لا أعانى الفقر وأعيش فى مستوى اجتماعى جيد جدا فإننى كنت دوما أتمنى
أيضا أن يعيش أهل بلدى دوما حياة طيبة وأن يكون تفكيرنا كمصريين تفكيرا
حضاريا.
وهناك سبب قوى أرغب فى التأكيد عليه هو أن تظل عيوننا وعيون أبنائنا
مرفوعة أمام أى فرد حتى لو كان فى مستوى اجتماعى أو وظيفى أفضل منه ودعنى أؤكد شيئا
ــ أقوله بكل الأسف والحزن والأسى ــ كانت ابنتى دوما توجه لى سؤالا واحدا كلما
عدنا من رحلة سفر لأى دولة وهى لماذا لا تتمتع بلادنا بمثل هذا
الجمال؟.
●ولكن ألم تعتبرى حينها أن نزولك إلى الشارع
وتبنيك مطالب الشعب نوع من المغامرة بمستقبلك الفنى؟
ــ لم أكن أفكر فى
مثل هذه الأشياء والنظام لا يستطيع أبدا أن يشترى فنانا لأن الفنان دوما حر ولا
علاقه له بنظام ما والشعب المصرى قرر دوما أن يصبح يدا واحدة.. هذا حق مشروع للجميع
ومن حق الفنان أن تكون له وجهة نظره السياسية وعموما أنا لا أفكر بمثل هذه الطريقة
وهذا هو رأيى الشخصى وعندما خرجت إلى الشارع لم أكن أعبر عن رأيى كمنى زكى الفنانة
بل كنت فى الشارع كمواطنة مصرية تنتمى للشعب المصرى.
●ولماذا إذن خرجت الانسانة منى زكى؟
ــ خرجت كى أهتف لا
للفساد ولا للعنف ونعم لتغيير الدستور.
●صفى لنا مشاعرك
فى أول مظاهرة لك؟
ــ كنت أشعر بطاقة إيجابية محيطة بكل مكان وكنت أشعر
أيضا بالحرية.
●تعرضت لمواقف عصيبة يوم الأربعاء 26
يناير هل تحدثيننا عنها؟
ــ مبدئيا لا أحب أن أتحدث عن هذه التجربة..
بالفعل كان هو يوم نزولى وكانت تجربتى مع ضابط لا أحب أن أتحدث عنه لأنها قصة
وانتهت وبالرغم من كون هذا الضابط قد عاملنى بطريقة سيئة إلا أننى أرفض التعميم
فهناك بالتأكيد ضباط مختلفون، هو قال لى أنت لا تدرين أى شىء عن البسطاء فرددت عليه
بأننى أخرج من أجل بلدى وكى تصبح أفضل.. إننى أبحث عن مستقبل أفضل.
●وماذا عن مشاركتك فى يوم جمعة الغضب؟
ــ شاهدت ظلما بينا
من ناس والعجيب أن بعضا ممن كانوا يظلموننا لم يكونوا مقتنعين بما يفعلون بل أؤكد
أنهم من داخلهم لم يكونوا مقتنعين بما يفعلون والبعض كان يظلم لأنه لا يفهمنا،
ورأيت أيضا شجاعة من الطرف الآخر وخصوصا أن صوت الحق دوما أعلى ورأيت الكثير من
الإصابات ومن شدة الشجاعة التى تحلينا بها لم نكن نهتم حتى بحياتنا وأنا شخصيا ــ
وبالرغم من كونى مصابة بحساسية وعيونى كانت تذرف الدموع بكثرة نتيجه للقنابل
المسيلة للدموع ــ فقد عقدت العزم على الاستمرار.
●عقب
الخطاب الثانى للرئيس مبارك لاحظنا بعض التغيير فى موقفك.. هل هذا صحيح أم البعض
فهم على نحو خاطئ؟
ــ هو ليس تغييرا.. ولكننى مثل بعض الناس شعرت للحظة
أن خطاب الرئيس قد يكون خطوة إيجابية واعتقادى هذا قد تبخر عندما حدث هجوم البلطجية
ثانى أيام الخطاب حيث شعرت وقتها بأنهم يكذبون علينا للمرة الثانية وللعلم أنا كنت
أستثنى منهم الدكتور أحمد شفيق ولكنه لم يكن ليستطيع فعل شىء بمفرده لأنه جاء فى
الوقت الضائع.
●ولكن مداخلتك التليفزيونية فى أحد
البرامج أثارت الكثير من الجدل لدى البعض.. ترى ما هى الفحوى الحقيقية لهذه
المداخلة؟
ــ لا توجد قصة كل ما حدث هو أنهم حدثونى هاتفيا بالبرامج وقلت
فيه أننى قد شاركت فى أربعة أيام من المظاهرات طالبت فيها بالعدالة الاجتماعية
ومكافحة الفساد وحل مجلسى الشعب والشورى وهذه هى مطالبى.. وأنا تعرضت للإهانة وهذا
يعنى أننى لا أنافق ولا أهادن ولكننى لست مع من يسبون رئيس بلدنا وما أراه أنه لن
يقوم بترشيح نفسه لفترة جديدة وأنا شخصيا خرجت يوم الجمعة وهتفت مع من يهتفون،
وللعلم أنا خرجت فى كل المسيرات بدءا من يوم الأربعاء و حتى يوم الجمعة ولست أزايد
على أى أحد ولم أقل أبدا أننى تعرضت للإهانة فى مثل هذه التظاهرات.
●ولكن البعض رجح تعرضك لضغوط للتراجع عن موقفك؟
ــ لا لم
تحدث أية ضغوط ولكن أؤكد أن كل من أبدى رأيه من الفنانين سواء مع الثورة أو ضدها ــ
ودعنى أكن أكثر تحديدا ــ فيمن أعرفهم منهم لم يتعرضوا لضغوط وخرجوا بدافع من
قناعاتهم.
●لو كان هناك مشروع لفيلم سينمائى عن الثورة
أى دور ستجسدينه؟
ــ أنا الآن فى مرحلة لا أستطيع معها التفكير ولكن كل
ما أستطيع قوله أن قلبى مع الشهداء.
●الحياة دوما هى
عبارة عن شريط سينمائى يمر أمام أعيننا.. ما هو المشهد الذى لم تنسه منى
ذكى؟
ــ شاهدت مصابين كثيرين يوم الجمعة وتحدثت مع مجموعة من المتظاهرين
لأفاجأ بقصص وحكايات لا تملك معها إلا البكاء عن خريجين حاصلين على أعلى التقديرات
ولم يستطيعوا العمل بالنيابة كمثال لأن والدهم عامل وهذه قصة من ضمن قصص كثيرة
سمعتها فى المظاهرة.
●المتظاهرون فى ميدان التحرير
رفضوا دخول مجموعة من الفنانين منهم أحمد السقا وتامر حسنى.. ما هو تعليقك على
ذلك؟
ــ دعنا نفترض أنهم كانوا قد فهموا ما يحدث بصورة خاطئة ولكنهم قد
تراجعوا بعد أن فهموا الحقيقة فلماذا لا نعطيهم فرصة أخرى.
●ما هو المطلب الحقيقى الذى تشعرين أننا نحتاجة الآن بعد رحيل
مبارك؟
ــ نظام حكم ديمقراطى مثل الشعوب المتحضرة.. فمصر تستحق
الديمقراطية بالفعل.