انقسم المتظاهرون فى ميدان التحرير أمس إلى مجموعتين، الأولى تطالب بالرحيل
عن الميدان بعد أن سقط نظام مبارك، وأخرى تصر على البقاء حتى تتحقق كل مطالب الثورة
ومنها حل مجلسى الشعب والشورى وإلغاء قانون الطوارئ وتعديل
الدستور.
وانضم إلى الرافضين لمغادرة الميدان متظاهرون رفعوا مطالب
فئوية انحصرت فى زيادة الرواتب وتثبيت العمالة المؤقتة أو الحصول على شقق إسكان
بشروط ميسرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى تجمع فيه عدد كبير من شباب 25 يناير فى
قلب الميدان وهتفوا «مصر تريد إخلاء الميدان»، وواصل عدد منهم تنظيف الميدان، وفى
المقابل التزم الجيش بضبط النفس فى التعامل مع «الأقلية» الراغبة بالبقاء، وطالب
الضباط المتظاهرين بالرحيل لكى تعود الحياة إلى طبيعتها، أو على الأقل الابتعاد عن
قلب الميدان والتواجد فوق الأرصفة. ونشر الجيش أعدادا كبيرة من أفراد الشرطة
العسكرية فى الميدان، وأقاموا حواجز لفتح مجال لعبور السيارات وتسيير حركة المرور،
وهتف شباب 25 يناير مطالبين بمغادرة التحرير حتى لا يتم تشويه الثورة مرددين هتافات
«ثورتنا ثورة حرية مش ثورة عواطلية» و«اللى يحب مصر يطلع من الميدان».
وحاول
شباب الثورة إقناع الرافضين مغادرة الميدان والعودة إليه فى حال عدم تنفيذ مطالبهم،
إلا أن بعض المتمسكين بالبقاء رفضوا بلهجة حادة المغادرة وقالوا «اللى عاوز يمشى
يمشى إحنا مش ماشيين، واحنا مبنتكلمشى مع حد» وانضم إليهم عدد من الباعة
الجائلين.
وأعلن محمد البلتاجى أحد القادة الميدانيين ب«التحرير» أن شباب
الثورة يستعدون لمليونية جديدة يوم الجمعة المقبلة ل«متابعة تحقيق مطالب الثورة»،
إلا أن محمد مرسى عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان قال «مليونية الجمعة المقبلة هدفها
الاحتفال بالنصر الذى تحقق».