مصر على أعتاب الجمهورية الرابعة وسط خيارات التنحي والانقلاب والتفويض لسليمان
بعد إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الخميس 10-2-2011، أنه
في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأوضاع في مصر التي تشهد احتجاجات متواصلة
ضد حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاماً، تناقضت البيانات
والتصريحات والتسريبات عن الخطوة القادمة، خصوصاً أن التلفزيون المصري
أعلن أن مبارك سيلقي خطاباً من قصر الرئاسة في العاشرة مساء بتوقيت
القاهرة.
وتنوعت الخيارات بين أن مبارك سيعلن تنحيه عن الحكم، أو أن المجلس الأعلى
للقوات المسلحة سيعلن السيطرة على الحكم ونقل السلطة إليه، أو أن الرئيس
سيفوض نائبه عمر سليمان في القيام بصلاحياته.
وفي كل الأحوال فإن مصر تقف الآن على أبواب الجمهورية الرابعة بعد جمهوريات عبدالناصر والسادات ومبارك.
ورجح
عدة مسؤولين مصريين تنحي الرئيس مبارك الليلة ومن أبرزهم الدكتور حسام
بدراوي الأمين العام للحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه مبارك.
ونُقلت تصريحات متضاربة عن رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق، فقد قال بداية
إن مبارك قد يتنحي، ثم عاد وقال إن كل شيء مازال في يد الرئيس وإنه يتلقى
تقارير متتالية من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأذاعت قناة "النيل الإخبارية" صوراً لاجتماع بين الرئيس مبارك ونائبه عمر
سليمان، كما ذكرت أنه اجتمع برئيس الحكومة الفريق أحمد شفيق.
فيما تواردت أنباء عدة من قنوات تلفزيونية أمريكية تؤكد أن مبارك سيتنحى هذه الليلة، ويسلم سلطاته لقيادة الجيش.
وعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعه برئاسة حسين طنطاوي، القائد
العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، ودون حضور مبارك الذي يرأس المجلس،
وأصدرت القوات المسلحة بيانها الأول.
وقالت مراسلة "العربية" في القاهرة إنها حصلت على معلومات بأنه ليس من
الأرجح أن يعلن مبارك تنحيه وإنما سينقل سلطاته لنائبه عمر سليمان، وإن
عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعه من دون مبارك ليس له دلالة، إذ
إنه يرفع تقاريره إلى الرئيس.
وسيلقي الرئيس أوباما خطاباً عن مصر هذا المساء، يسبق خطاب الرئيس مبارك.
ونقلت
الوكالة عن البيان رقم واحد قوله: "انطلاقاً من مسؤولية القوات المسلحة
والتزاماً بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصاً على سلامة الوطن
والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته وتأكيداً وتأييداً لمطالب
الشعب المشروعة".
وقال البيان إن المجلس قرر "الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما
يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموحات شعب
مصر العظيم".
من جهته قال الأمين العام للحزب الحاكم في مصر، حسام بدراوي، لإذاعة "بي
بي سي" الخميس إنه "يتوقع أن يستجيب" الرئيس المصري حسني مبارك "لمطالب
الشعب" قبل غد الجمعة. فيما يبدو أنه إسراع بحل الأزمة السياسية المصرية
تواترت أنباء عن تنحي الرئيس مبارك عن السلطة وتسليم حكم البلاد إلى الجيش.
وقال موظفون عموميون لـ"العربية.نت": "إنه في تمام الساعة الثانية عشرة
ظهر اليوم الخميس صدرت لنا أوامر بالعودة إلى منازلنا وصدرت لنا تحذيرات
من عدم النزول إلى ميدان التحرير".
السيناريوهات المتوقعة حال التنحي
وقالت مصادر خاصة لـ"العربية.نت" إنه في حال تسلم السلطة للجيش فإنه من المتوقع إعلان الأحكام العرفية العسكرية وتطبيقها بحزم".
فيما صرحت خبيرة القانون المصري الدكتورة فوزية عبدالستار بأن تنحي الرئيس
يعتبر مثل الاستقالة، النص الدستوري الحالي رئيس مجلس الشعب، وإلى رئيس
المحكمة الدستورية العليا، أو يشكل الجيش مجلساً رئاسياً، أو يعين من يشاء.
فيما أكد د. حسن أبوطالب الخبير الاستراتيجي بمركز دراسات الأهرام "أن
السيناريو الأقرب الآن بعد ظهور الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للقوات
المسلحة هو أن يتنحى الرئيس ويسلم السلطة للجيش عبر مجلس عسكري انتقالي
لإدارة شؤون البلاد وفي هذه الحالة سيفرض الجيش الأحكام العرفية العسكرية
والتي تعد الأخطر وتقتضي هذه الأحكام إلغاء الدستور الحالي وحل مجلسي
الشعب والشورى وأن تظل البلاد تحت الحكم العسكري لفترة انتقالية تجري فيها
انتخابات مجلسي الشعب والشورى والعمل على إصدار دستور جديد".
وشدد على أنه "ليس فقط مجرد حظر التجوال أو نزول الجيش دون فاعلية"، أما
السيناريو الثاني فهو "تفويض نائبه عمر سليمان لكل صلاحيات الرئاسة وإعلان
قرار جمهوري بتعديلات دستورية في مواد انتخاب رئيس الجمهورية تسمح
بالانتخاب الحر المباشر بعيداً عن قيود المادة 76 وتعديل المادة 77 بتحديد
مدة الرئاسة".
ووفق البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فإن السيناريو الأول هو
الأقرب للتنفيذ من خلال ما أكده البيان "انطلاقاً من مسؤولية القوات
المسلحة وحرصاً على سلامة الوطن وتأكيداً وتأييداً لمطالب الشعب انعقد
المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبحث ما يمكن اتخاذه من خطوات وسيعتبر
الرئيس في كل الأحوال أنه أوفى بوعوده للشعب ومن ثم يسلم السلطة لنائبه أو
للجيش".
الموقف الأمريكي
وفي
سياق متصل، أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه"،
ليون بانيتا، خلال جلسة استماع في الكونغرس اليوم أنه "من المرجح جداً" ان
يبادر الرئيس المصري الذي يطالب المتظاهرون برحيله لليوم السابع عشر إلى
التنحي مساء الليلة.
وقال بانيتا رداً على أسئلة بشأن المعلومات عن إمكان تنحي مبارك في وقت
قريب "لقد تلقيت المعلومات نفسها التي وصلتكم، بأنه من المرجح جداً أن
يتنحى مبارك مساء اليوم".
ولم يعط مدير الـ"سي آي ايه" مزيداً من التفاصيل حول هذا التوقع، الا أنه
لم يتضح ما إذا كان ينقل معلومات تقارير إعلامية استشهد بها عضو في لجنة
الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي.