يرى العالم المصري أحمد زويل أنه حان الوقت كي يستجيب الرئيس مبارك للمتظاهرين المطالبين برحيله.
وقال زويل في مقابلة مع رويترز، أمس الأربعاء، عليه أن يتنحى غدا، ويسمح بتشكيل حكومة انتقالية.
ويتمتع زويل (64 عاما) الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1999، وعلى قلادة النيل العظمى التي منحها له مبارك في نفس العام بسمعة طيبة في مصر.
وقال زويل، إنه رغم كل تواصله مع أعضاء النخبة الحاكمة في مصر فإن جهوده من أجل تطوير العلم والتكنولوجيا والتعليم في مصر خلال السنوات الخمسة عشرة الماضية باءت بالفشل، بسبب العبء الثقيل من الفساد والبيروقراطية.
ومنذ عودته إلى مصر قبل نحو أسبوع التقى زويل مع عمر سليمان نائب الرئيس المصري، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأحمد الطيب شيخ الأزهر، وقيادات الاحتجاجات الشبابية التي تحتل ميدان التحرير.
ويبحث كيف يمكنه أن يلعب دور "الحكيم" بين النظام الحاكم والثورة، لكن يبدو أن الفجوة واسعة للغاية.
وقال كنت أظن في البداية أنه يمكن أن يكون هناك حل وسط، لكني لم أعد متأكدا من ذلك، في وضع كهذا لا يمكنك التفاوض، لا يمكنك إبطاء وتيرة تطور الأمور.
وشبه زويل مصر بالجسد المعتل الذي يحتاج إلى جراحة وليس لمسكن.
وأضاف زويل الذي يعمل مبعوثا علميا للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، "أعلم بدقة ما يريده الشباب، يريدون أن يروا مصر جديدة."
وعن الانتفاضة الشعبية التي تسعى إلى إسقاط نظام الرئيس مبارك بعد 30 عاما في السلطة، والاضطرابات التي هزت مصر والعالم العربي، قال زويل إنها "نقطة تحول.. هذا تحول نموذجي."
وقال زويل، إنه ليست له مصلحة في إهانة مبارك أو الهجوم عليه بشكل شخصي.
وأضاف، أنه هجوم على النظام بأكمله.. النظام الذي كان فاسدا، ولم يعمل بشكل مناسب، مصر تستحق نظاما جديدا نشطا.. نافذة جديدة على العالم.
ونحى زويل جانبا الجدل بشأن التعقيدات الدستورية التي قد تعوق الانتقال إلى الديمقراطية إذا استقال مبارك على الفور، قائلا إنه يمكن إيجاد الآليات السليمة.
وأضاف "السؤال هو، هل لدينا الرغبة الكاملة في أن نفعله وبشكل سريع لإنهاء تلك المشكلة كي يمكن للجميع العودة إلى أعمالهم، ونضع البلاد على مسار جديد."
ورفض تقييم مدى إخلاص جهود عمر سليمان في إدارة انتقال السلطة إلى رئيس جديد في ضوء وعد الرئيس بعدم السعي إلى الترشح لولاية جديدة في انتخابات سبتمبر، لكنه قال إن مجرد إصلاح النظام القديم لن يرضي المصريين.
وأضاف يمكن للجيش أن يلعب دورا مهما في ذلك.. في حماية البلاد خلال الفترة الانتقالية، مشيدا بتجنب الجيش المصري حتى الآن لاستخدام القوة ضد المتظاهرين.
وقال، "إن شعب مصر سيحقق ما يريد، آمل فقط ألا يتطلب الأمر وضعا دمويا لإتمام الرحلة، هذا هو مصدر الخوف الوحيد المتبقي لدي."
ونصح زويل الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى بتوخي الحذر قبل التدخل فيما سماها ثورة داخلية حقيقية يقودها الشباب، وقال "ما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله باستمرار هو دعم حرية الشعب المصري."
وسئل زويل عما إذا كان يرى نفسه مرشحا للرئاسة في المستقبل؟ قال "المهم الآن هو توجيه البلاد نحو خطوة ديمقراطية للأمام.. وبعد ذلك أن يكون هناك دستور حقيقي.. ولندع الشعب المصري يفاجئنا بما يريد."
ورفض زويل فكرة أن الإخوان المسلمين ربما يختطفون الأحداث في مصر، أو أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة في 1979 مهددة، قائلا إن الديمقراطية ستفيد المنطقة.
وقال إن الانتفاضة ضد حكم مبارك سيكون لها بلا شك صدى خارج حدود مصر.
وتابع "يقولون دائما إن مصر هي قلب العالم العربي، هذا القلب ينبض، وسوف يتعين الإنصات إلى إيقاعه في أماكن أخرى."