إيران تستيقظ بعد 35 سنة آسيوية
سجلت الكرة الإيرانية في كأس آسيا 2011 حضورا جيدا حسب ما أكده
المحللون في الاستحقاق الأبرز قاريا في نسخته الجارية في الدوحة، ونجح في
حجز بطاقة التأهل للدور التالي باكرا إذ كان أول المنتخبات بعد أن ضمن 6
نقاط في غلته على حساب مصلحة منتخبي العراق وكوريا الشمالية. التفوق الكروي الإيراني العائد بقوة للواجهة الآسيوية جاء
بعد أن تراجعت كثيراً خلال السنوات الماضية، إذ سجلت حضورا لافتا للأنظار
قبل 35 سنه عندما توجت بلقب كأس أمم آسيا ثلاث مرات متتالية أعوام 1968،
و1972، وأخيرا عام 1976، وكانت في عز مجدها الكروي آنذاك. لكنها فيما بعد تراجعت على رغم امتلاكها لعدد كبير من
اللاعبين الذين حصلوا على نجومية مطلقة في أكثر من مناسبة، وعلى رأسهم علي
دائي وكريم باقري وعلي كريمي وحميد استيلي وغيرهم، إذ لم يفلحو في صناعة
مجد آسيوي في السنوات القليلة الماضية.
تطور ملحوظ
وخلال الفترة الأخيرة، شهدت الكرة الإيرانية عودا محمودا وتطوراً فنيا
ملموسا، وباتت مرشحة من قبل النقاد للمنافسة بقوة على البطولات الآسيوية
سواءً من خلال الأندية التي وصلت لمراحل متقدمة في بطولة دوري أبطال آسيا،
من بوابة المنتخب الذي أصبح يقدم أداء مميز، متسلحاً بوجود لاعبين شبان
لديهم القدرة على قيادة كرتهم لمنصات التتويج، ومن أبرزهم جواد نيكونام
الذي يلعب في الدوري الإسباني مع فريق أوساسونا، وغيرهم نجوم كثر ينتظرهم
مستقب باهر. وعلى رغم أنه لم يحض بنصيبا وافر من الترشيحات لنيل اللقب
الآسيوي قبل إنطلاق فعاليات البطولة في الدوحة، إلا أنه يبدو منتخبا
منافساً قوياً ومتحديا صعب المراس موجها رسالة فنية شديدة اللهجة، وإن نجح
في تحقيق اللقب لن يكون بمثابة المفاجأه، كونه يمتلك مدرب داهية ولاعبون
لديهم الرغبة الواضحة في تحقيق اللقب الرابع للكرة الإيرانية، وبذلك سيصبح
زعيماً للكرة الآسيوية، كونه سيتقدم على المنتخبن السعودي والياباني
واللذان يمتلكان ثلاث بطولات لكل منهما.
لقاء الإمارات
المنتخب الايراني سيخوض مقابلته الثالثة أمام المنتخب الامارتي الأربعاء
والتي لن تؤثر عليه كونه ضمن النقاط التي تخوله للدور التالين لكن النتيجة
تلعب في حسابات المنتخبات الثلاثة الأخرى الإمارات والعراق وكوريا
الشمالية. المدير الفني للمنتخب الايراني أفشين قطبي أبدى سعادته
الغامرة إثر حصول منتخب بلاده على بطاقة التأهل لدور الثمانية مؤكدا أنه
يفكر جديا في المنافسة على اللقب على رغم أن مرض الانفلونزا داهم لاعبيه،
إلا ان الجهاز الطبي وبإرادة اللاعبين تغلبوا على ذلك وسجلوا حضورا لافتا.
ويخشى قطبي من الإصابات التي قد تداهم اللاعبين في مواجهة
منتخب بلاده المرتقبة أمام منتخب الإمارات مؤكدا أن الاجهزة الفنية
والإدارية عملت كثيرا لمصلحة المنتخب وامتد العمل طويلا حتى وصل إلى نضجه
الفني.
مساندة الإعلام
وأكد الإعلامي الإيراني أرمن صاروخانيا من صحيفة هامشاري أن منتخب بلاده
بدأ يستعيد أنفاسه الفنية بعد غياب سنوات طوال، "يضم المنتخب في حلته
الجديدة نجوما بارزين كان تحضيرهم الذي سبق البطولة جيدا وخير دليل على
ذلك تحقيقهم 6 نقاط أهلتهم لدور الثمانية ونحن كإيرانيين نتطلع من خلالهم
لتحقيق لقب كأس آسيا 2011، على رغم أن البطولة بدأت تفرز المنتخبات الفنية
القوية التي سيكون لها شأن عظيم في المواجهات المقبلة لكن إصرار لاعبينا
لن يتوقف وسينجح لاعبونا بعزيمتهم في تحقيق اللقب".