جوزيه المتهم البريء في مواجهة عار الصحافة المصريةالمدرب البرتغالي يسب أشباه الصحفيين والدخلاء
فيهاجمه الحقيقيون من مكاتبهم الفاخرة واتهامه بالفشل مع اتحاد جدة ينبع من
عدم متابعة الدوري السعودي والسيرة الذاتية لمدرب الأهلي تتحدث عنه بوضوح
وشفافية.يقول البعض إ
ن جوزيه مدرب فشل في كل الفرق التي قام بتدريبها عدا
الأهلي.. والسؤال هل المدرب البرتغالي هو فاشل فعلا؟!.. سؤال آخر من الذي
يتهمه بالفشل؟!.. قول يحمل من الصدق جانب ومن التضليل جوانب. ليس دفاعا عن جوزيه، ولكن إحقاقا للحق لا يمكن القول إ ن مانويل جوزيه دا سيلفا فشل، بل يجوز القول إ ن المدرب البرتغالي لم ينجح مثلما نجح في الأهلي. من الفاشل؟! إجابة السؤال الأول سنسردها والحكم فيه للقارئ، أما إجابة السؤال
الثاني فأفضل الإجابة عنها أولا، فمن يتهمه بالفشل هم الصحفيين، لماذا؟..
لأنه كثير الهجوم عليهم بل ووصفهم بأنهم فاشلون ومدعون وسيئون على المستوى
المهني والشخصي، في حواره لمجلة سوبر ا
لإماراتية ورد فعلهم الطبيعي أن
يبدءوا بالهجوم على شخصه.
والمشكلة الحقيقية أنه يسب ناس ويجد آخرين هم من ينتقدوه.. ليست
"فزورة" ولكنها أزمة فحقيقة الأمر أن جوزيه ينتقد ويسب الصحفيين اللذين
يحضرون المران والمؤتمرات الصحفية، وهؤلاء أغلبهم بعيدون كل البعد عن
الصحافة والصحفيين ومرتزقة لم يصلوا حتى إلى التعليم الجامعي، وطبعا الفقر
ليس عيبا ولكن أغلب هؤلاء هم من طبقة دنيا، في البداية يحضرون التدريبات
بداعي مشاهدة النجوم ثم بعد ذ
لك يقررون التربح من وراء متعتهم فيحصل على أي
تصريح من أي لاعب ويبيعه بأبخس الأسعار، أو حتى بوجبة طعام. وبمرور الوقت صدق بعضهم نفسه وأصبحوا يقدمون أنفسهم على أنهم
صحفيين ويحضرون المؤتمرات ويتحدثون باسم صحف، أما الصحفيون الحقيقيون فلا
يظهرون في المؤتمرات ولا حتى التدريبات والسبب أن أغلب الصحف القومية لديها
صحفي يتولى نادي لمدة 20 إلى 30عاما وبالتالي تثقل حركته ويبدأ في الشعور
أنه أكبر من أن يحضر مثل هذه الأمور التافهة من وجهة نظره وعلاقاته في
الأندية تكفل الحصول على كل الأخبار بالتليفون.
ولهذا السبب يهاجم جوزيه الصحفيين المصريين، ومن يسبهم هم دخلاء لا
علاقة لهم لا بالصحافة ولا الرياضة، وعندما يسبهم جد وابلا من الهجوم من
الصحفيين الحقيقيين الجالسين في مكاتبهم فيجد الرجل نفسه في حيرة، فهو
فعليا لم يرى بعضهم أبدا فلماذا يهاجموه؟!.
مشوار طويل و
الآن مع السؤال الأول هل مانويل جوزيه فاشل فعلا؟ .. لنسرد تاريخ المدرب البرتغالي والحكم للقارئ..
بدأ المشوار التدريبي لجوزيه عام 1987 مع اسبنهو البرتغالي حيث صعد
به من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ثم قاد الفريق في أول مواسمه
بالدوري الممتاز البرتغالي للمركز السابع كأفضل انجاز في تاريخ النادي على
الإطلاق.
تولى جوزيه تدريب نادي جيمارش وقاد الفريق للمركز الرابع والتأهل لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
ثم تولى تدريب نادي بوتومنيتري وقاده للمركز الخامس وتأهل معه أيضا لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984/1985.
في عام 1987 تولى جوزيه تدريب واحد من أعرق أندية البرتغال وهو
فريق سبورتنغ لشبونه حيث قاده للمركز الثالث في الدوري البرتغالي وصعد معه
إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي.
ثم تولى المهمة الفنية لفريق براغا عام 1988 ليقوده من مؤخرة الدوري البرتغالي إلى المركز التاسع.
من أبرز إنجازات جوزيه الفوز بكأس البرتغال عام 1992 مع بوافيستا،
والمدرب البرتغالي تولى الأهلي في 2001ولمدة عام واحد فقط وترك علامة مميزة
في الفريق، ورحل لخلاف حول الشروط المالية، ولما كان الأهلي يغرق في عام
2003 وخسر من كل فرق الدوري على يد توني أوليفييرا البرتغالي أيضا، وكانت
آخر الخسائر أمام رينغرز النيجيري برباعية نظيفة في إينوغو النيجيرية ثم
توالت الخسائر مما اضطر الإدارة للسعي خلف المدرب البرتغالي.
وكالة الأهرام وكان جوزيه في تلك الفترة يتولى تدريب بلنسيس البرتغالي الذي أعلن
تمسكه بالمدرب ورفضه رحيله بعد أن كانت نتائجه جيدة في الدوري هناك، وأمام
إغراءات الأهلي وأموال الإعلانات دفعت إدارة الأهرام للإعلان مبلغا ماليا
ضخما لفسخ عقده مع النادي وتنظيم مباراة ودية إ
علانية بين الناديين في
البرتغال وبرعاية وكالة الأهرام للإعلان.
وبالفعل عاد المنقذ جوزيه لتولي تدريب الأهلي وسار معه من نجاح إلى
نجاح، وكسر كل الأرقام القياسية وحقق نسبة فوز 90% للفريق الأحمر في كل
مبارياته.
وعادت الخلافات لتتجدد حول المبالغ المالية والاشتراطات ليطالب
جوزيه بالرحيل، ويغادر لتولي المنتخب الأنغولي، ويخرج من دور الـ8 أمام
غانا الفريق الذي وصل للنهائي وأحد أبرز منتخبات القارة الأفريقية.
وينتقل جوزيه الساعي مثل أي إنسان عادي إلى السعودية بحثا عن زيادة
في الربح، وفي الوقت نفسه تولي نادٍ عريق واسم لامع في عالم كرة القدم وهو
اتحاد جدة.
خطأ البرتغالي ويخطئ جوزيه عندما يعتقد أن اللاعب الخليجي مثله مثل أي لاعب عربي
أو أوروبي، وبعد تحقيق نجاحات وعروض متميزة في بداية الدوري السعودي، يبدأ
صدامه مع الكبار، فيأمر بإبعاد محمد نور، ثم يعاقب هزازي، ويرفض إملاء
التشكيل عليه في المباريات، وهي أمور خليجية اعتيادية، فيتفق اللاعبون على
الخسارة لأن شخصيته لم تتوافق معهم.
ا
لمهم أن الفريق الاتحادي بدأ الفريق في سلسلة تعادلات غريبة
ومريبة وأغلبها يكون فائزا 2-صفر حتى اقتراب نهاية الشوط الثاني فيتعادل
الفريق المنافس في الدقيقة 85 أو 90 بأخطاء مضحكة وواضحة من المدافعين
والحارس.
ولكن الصحافة المصرية، أو تحديدا مدعو الصحافة المصريين، ينتقدون
ويتهمون بالفشل دون أن يشاهدوا أو يرهقوا أنفسهم بمتابعة مباريات الدوري
السعودي أو البحث عن السيرة الذاتية للمدرب.
أما قصة أن جوزيه يستحق راتبه الضخم وطاقمه الفني البرتغالي، وهل
كان الأفضل الإبقاء على المدرب الوطني المصري بدلا من إهدار الأموال في
المدرب الأجنبي، وعقدة الخواجة وإلى آخره من هذا الهراء الإعلامي.. قصص
أخرى عنه لا يتسع لها المجال ها هنا وربما نتناولها في تقارير أخرى.