محمود سعد يغادر التلفزيون المصرى نهاية 2011
لم يكن أكثر المتفائلين فى قنوات دريم يتوقع أن تخرج الحلقة
الأخيرة من برنامج «صباح دريم» فى عام 2010 بهذا الشكل الذى جعل منها حديث
الأوساط الإعلامية، فبعد توتر استمر لما يقرب من 24 ساعة، استطاعت المذيعة
دينا عبدالرحمن أن تتجاوز أمانيها الضائعة فى أن تجعل من استضافة نجم نجوم
البرامج محمود سعد تقليدا سنويا فى الحلقة الأخيرة.
وتشبثت المذيعة بقدراتها الخاصة فى ضبط إيقاع حلقات برنامجها، وإدارة
الحوار ومحاولاتها المستمرة فى استخلاص الجمل المفيدة والعبارات التى يمكن
تتويجها بالأقواس، أو تظليلها بالخطوط الحمراء، ولكن ساق لها القدر
المفاجآت الواحدة تلو الأخرى، فيتحايل محمود سعد على عقده مع برنامج مصر
النهارده الذى منعه من الظهور على شاشة دريم ويجرى مداخلة تليفونية ليعتذر
للجمهور الذى كان فى انتظاره بعد إعلان القناة عن استضافته على الهواء قبل
24 ساعة.
ولم تقف مداخلة سعد عند حد الاعتذار عن عدم
الحضور، ولكنه تطرق للعديد من الموضوعات التى جعلت الحلقة أكثر إثارة،
منها حكاية عقده مع شركة صوت القاهرة، والخطأ الذى وقع فيه عندما وقع
العقد دون أن يقرأ بنوده بشكل محدد، وكشف عن رفضه لهذا الشكل فى العلاقة
مع البرنامج الذى يذاع على التليفزيون المصرى، وقال إنه لن يستطيع العمل
فى هذا الجو لأنه يحب أن يكون على حريته.
ولم يغادر إلا
بعد أن فجر مفاجأة من الوزن الثقيل عندما قال إن عقده سينتهى فى سبتمبر
المقبل وأنه ربما ينتقل للعمل فى قناة دريم التى بدأ مشواره كمذيع فى أحد
برامجها، وأنه يريد أن ينهى هذه المرحلة من حياته فى القناة التى بدأ
منها، وأنه لا ينوى تجديد عقده مع التليفزيون المصرى بعد نهاية عقده
الحالى.
وبهذه التصريحات حصل برنامج «صباح دريم» على سبق فى
الإعلان عن وجهة محمود سعد المقبلة والمحطة التى سيستقر بها بعد
التليفزيون المصرى. وعلى غير ترتيب لاقى مقال الزميل وائل قنديل مدير
تحرير «الشروق» عن مأساة البطل المصرى جمعة الشوان، الذى نوه به البرنامج
اهتماما كبيرا من مشاهدى الحلقة، وسرعان ما تحول إلى دعوة للالتفاف حول
البطل، والاحتفاء بأحد رموز النضال الوطنى فى الأيام العصيبة، لتنتهى
الحلقة بابتسامة نصر على وجه المذيعة التى اخترقت الحصار، وقدمت بارقة أمل
لعام الجديد.
وبعيدا عن الشاشة ظلت التساؤلات مطروحة عن سر هذا
التعنت من جانب التليفزيون المصرى والمتمثل فى شركة صوت القاهرة منتج
برنامج مصر النهارده، وهل هى رد فعل لحلقة سابقة استضافت فيها دينا
عبدالرحمن الإعلامى عماد الدين أديب وأدلى أيضا بتصريحات ساخنة حول نزاهة
الانتخابات الأخيرة؟، أم أنه نوع من الضغط على محمود سعد؟ والذى أصبحت
فكرة رحيله عن التليفزيون المصرى مطروحة منذ عدة أشهر، وتحديدا بعد أزمة
حلقة مصر النهاردة التى استضافت المستشار مرتضى منصور والكابتن أحمد شوبير.
فى
صوت القاهرة أكد المسئولون أن منع محمود سعد ليس له أى أبعاد سياسية أو
شخصية فى منع محمود من الظهور على قنوات أخرى، وإنما هى أسباب تجارية تخص
الإعلانات وتوزيعها بين القنوات، ومن هنا وجب الالتزام بالعقد المبرم بين
وكالة صوت القاهرة والمذيع محمود سعد.
وعلق أحمد طه المشرف العام
على برنامج مصر النهارده على رحيل محمود سعد بأنه كلام سابق لأوانه، وأن
عقد سعد مع الوكالة سارى لمدة 9 أشهر قادمة وبعدها يمكن الحديث عن رحيل أو
استمرار محمود سعد فى مصر النهارده، وفى النهاية فإن البقاء أو المغادرة
هو قرار يخص محمود سعد وحده.
من جانبه نفى الدكتور محمد خضر مدير
البرامج فى قنوات دريم وجود أى خلاف مع التليفزيون بسبب استضافة الكاتب
عماد الدين اديب، وقال: «الخلاف ربما يكون مع ما قاله أديب وليس مع دريم»
مشيرا إلى أن أديب معروف بأنه ليس من الشخصيات المعارضة التى يجب الحذر
عند استضافتها، وهو صاحب واحد من أشهر الحوارات التى أجريت مع الرئيس
مبارك، وأكد أن منع محمود سعد من الظهور فى دريم بند فى العقد.