حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي قال ثنا يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون مهران قال ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني شداد بن عبد الله الدمشقي قال ثنا أبو امامة الباهلي قال قلت لعمرو بن عبسة بأي شيء تدعى ربع الإسلام قال اني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة لا أرى الأوثان شيئا ثم سمعت الرجال تخبر أخبارا بمكة وتحدث أحاديث فركبت راحلتي حتى قدمت مكة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جرآء فتلطفت له فدخلت عليه فقلت ما أنت قال انا نبي قلت وما نبي قال رسول الله قلت آلله أرسلك قال نعم قلت بأي شيء أرسلت قال بتوحيد الله لا تشرك به شيئا وكسر الأوثان وصلة الرحم قلت فمن معك على هذا قال حر وعبد وإذا معه أبو بكر بن أبي قحافة وعبد بلال مولى أبي بكر قلت اني معك متبعك قال لا تستطيع ذلك يومك هذا ولكن ارجع الى أهلك فإذا سمعت أني قد ظفرت فالحق بي فرجعت الى أهلي وقد أسلمت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا الى المدينة فجعلت أتخبر الاخبار حتى جاء ركب من يثرب فقلت ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم قالوا أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك وحيل بينهم وبينه فركب الناس إليه سراعا قال عمرو بن عبسة فركبت راحلتي حتى قدمت المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني قال نعم ألست الذي أتيتنى بمكة قلت بلى فعلمني ما علمك الله قال فإذا صليت الصبح فاقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار فإذا ارتفعت قيد رمح فصل فإن الصلاة مشهودة لحضورة حتى يستقل الرمح بالظل ثم اقصر عن الصلاة فإنها حينئذ تسعر جهنم فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر فإذا صليت العصر فاقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال فقلت يا نبي الله أخبرني عن الوضوء قال ما منكم رجل يقرب من وضوءه ثم يمضمض ويستنشق الا خرجت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين يستنثر ثم يغسل وجهه كما أمره الله عز وجل الا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه الى المرفقين كما أمره الله عز وجل الا خرجت خطايا يديه مع من أطراف أنامله من الماء ثم يمسح رأسه كما أمره الله عز وجل الا خرجت خطايا رأسه مع من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه الى الكعبين كما أمره الله عز وجل الا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل ثم يركع ركعتين الا انصرف من ذنوبه كهيأة يوم ولدته أمه قال أبو أمامة يا عمرو بن عبسة أنظر ما تقول سمعت هذا كله من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعطي الرجل هذا كله في مقامة فقال عمرو بن عبسة يا أبا أمامة كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي من حاجة أن أكذب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا مرة أو مرتين أو ثلاثا لقد سمعت عنه سبع مرات وأكثر من ذلك
[ 12 ] حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال ثنا نمير قال ثنا عبد الله بن دريس قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص من فيه الى أذني قال لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش فقلت لهم أترون رأيي وتسمعون مني قالوا نعم فقلت اني أرى أمر محمد يعلو الأمور علوا شديدا وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه قالوا وما هو قلت أرى أن نلحق بالنجاشي فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فنكون تحت يد يه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وان ظهر قومنا فنحن منهم من قد عرفونا ولا يأتينا منهم الا خير قالوا ان هذا لرأي فاجمعوا هدايا نهديها له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم قال فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله انا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال فدخلوا عليه ثم خرجوا من عنده فقلت لهم يعني أصحابه هذا عمرو بن أمية فلو دخلنا عليه فقدمنا إليه هدايانا فسألته إياه فأعطانيه فقتلته فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزات عنها حين قتلت رسول رسول الله محمد قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنا نصنع به فقال مرحبا بك هل أهديت إلي من بلادك أشياء قلت نعم أهديت لك أيها الملك أدما كثيرا قال فقربته إليه فاشتهاه وأعجبه فقلت أيها الملك اني رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا قال فغضب ومد يده فضرب بها الأنف أنفه ضربة ظننت أنه كاسره قال فلو انشقت لي الأرض فدخلت منها فرقا منه فقلت أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه قال أتسألني أن أعطيك رجلا لتقتله وهو رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فقلت له كذلك هو قال نعم ثم قال ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فوالله انه على الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى صلى الله عليه وسلم على فرعون وجنوده فقلت له أفتبايعني له على الإسلام قال نعم فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت من عنده الى أصحابي وقد حال رأيي رأي عمرو عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم فرأيت فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت الى أين يا أبا سليمان فقال والله لقد استقام المنسم وان الرجل لعلي الحق وأنا أذهب لأسلم فقلت وأنا أيضا فقدمنا المدينة فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد وأسلم وبايع وتقدمت أنا وقلت وأنا أبايع وذكرت ما تقدم من ذنبي ولم اذكر ما استأخر فقال بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله والهجرة تجب ما كان قبلها