أهلاً شهر الصوم .. رمضان كريم
بقلم: منتصر الزيات
أقبل علينا رمضان وهو شهر الرحمة والبر والإحسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، مظهر من مظاهر التوحد لخير أمة أخرجت للناس، لكن أمتي أبت التوحد واختارت الفرقة في كل شيء حتى في استطلاع هلال رمضان المبارك، واختلفت الدول الإسلامية عن بعضها بعضا وتعمدت الاختلاف فيعمد بعضها لتحديد الشهر فلكياً ويتمسك آخرون بتحديده رؤية وبين هؤلاء وهؤلاء ضاعت ملامح الوحدة.
وهو شهر يزاد فيه من رزق المؤمن، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، أجود من الريح المرسلة، ليت حكومة شرف السنية تجود على مواطنيها في هذا الشهر المبارك وتفي بتعهداتها برفع الحد الأدنى للأجور وتسيطر على معدلات الغلاء. آلاف العمال والبسطاء الفقراء شملتهم الآثار الجانبية لسياسات الخصخصة وأصبحوا في الشوارع بدون عمل ولا دخل ، وآلاف يعيشون تحت خط الفقر ويستكثرون عليهم المطالبة بحقوقهم وإعادة النظر فى رواتبهم ومستحقاتهم ويطلقون عليهم "أصحاب المطالب الفئوية"، وما له فئوية فئوية لكن هل جلس معهم مسؤول فى هذه الوزارة أو تلك الإدارة ليضع معهم خطة زمنية تشهد تعديلا لأوضاعهم القاسية ؟ اللهم لا.
وشهر رمضان تصفد فيه الشياطين وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر.. لكن شياطين الإنس طلقاء يعبثون بمقاصد الناس، يخربون دينهم ودنياهم، أفسدوا الشهر الفضيل الذي اختصه الله سبحانه لفضله ولنزول القرآن فيه ووجود ليلة خير من ألف شهر ضمن لياليه، بل مكر الليل والنهار، أفسدوا على الناس دينهم وشغلوهم بمسلسلات تترى طوال لياليه هي تكفي لتعرض طوال السنة، لست أدري من ذا الذي يبوء بإثم تخصيص الشهر الفضيل لتخمة المسلسلات على طول الفضائيات وعرضها!! والمسابقات والبرامج التافهة أو الترفيهية نقيس خلالها ظل الفنانين والفنانات بين خفة نادرة وثقل دم غالب، كنا قد سمعنا فى أوائل أيام الثورة أنه سيتم التدقيق فى الاعمال الدرامية الإباحية أو التي تتناول تعارضا واضحا مع قيمنا الدينية والأخلاقية ولم نكد نحمد الله أن جعل فى هذا الجهاز الإعلامى الخطير من يعرف حق الله حتى جاء النفي سريعا بلاءات واضحة تنفي هذه المزاعم وأن التلفاز ماضٍ فى طريقه ليخرب القيم ويفسد الأخلاق، بالطبع لسنا ضد الإبداع الفني شريطة أن يلتزم بقيم المجتمع وأخلاقه وتعاليم الإسلام العظيم، فيمكن النظر لدور الفن في تهذيب الوجدان والنفس البشرية وتكمن وظيفته الأساسية في الارتقاء بالمشاعر الإنسانية وتوظيفها التوظيف الصحيح وما زلت أذكر مرافعة أخي الدكتور صفوت عبد الغني فى قضية اغتيال رفعت المحجوب "فالذين يريدون منا أن نقبل كل إبداع وكل فن فهذا لا يكون أبدا فإنه لا يقبل كل ما يلقى إليه إلا البهائم وحتى البهائم لها درجة تمييز فلا تقبل ما فيه مضرتها فلا بد من تمييز بين النافع والضار والحسن والقبيح والحلال والحرام فليس كل من أبدع شيئا على غير مثال سابق رحبنا بإبداعه وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة)".
عزيزى القارئ كنت قد كتبت شيئا من ذلك العام الماضي وختمت مقالي آنذاك بدعوات من القلب إلى المولى سبحانه فلنعد التذكير بها لنرى ماذا تحقق منها بعد ثورة يناير المجيدة :
يا رب.. إن الفنانين والفنانات من عبيدك حسنت نواياهم وقصدوا إسعادنا بالفن والإبداع، وأرادوا إدخال السرور على قلوب المسلمين في شهر رمضان، فتجاوز يا رب عن خطاياهم وعراياهم وعن شغلهم أوقات المسلمين وشغلهم عن الصلاة وتلاوة القرآن، لكن اقبل رجاءنا وتقبل دعاءنا وخلصنا من رذالة بعض الفنانين في رمضان الذين يستخفون دمهم ويستصغرون أعمارهم، ويصرخون من منافسة أندادهم السوريين، اللهم إن الدراما السورية حققت تفوقا ورواجا فخلصنا من داء الدراما المصرية في رمضان وغير رمضان. أعتقد أن الله لم يتقبل الدعاء واستبقاه لوقت معلوم، فها هم ثقلاء الدم يطلون علينا من جديد رغم كل ما قيل عن أن التلفزيون سيتوقف عن دعم هذه الأعمال الدرامية بتلك الميزانيات المتضخمة.
* يا رب تب علينا وتجاوز عن ذنوبنا واقبل دعاءنا، يا رب عصيناك جهارا نهارا فاسترنا بين خلقك وبين يديك، يا رب عظمت ذنوب حكومتي الجبرية، فقد جوعت مواطنيها ورفعت لهم الأسعار وصدّرت السلع واستوردت القمح، واختصت ثلة من الأصدقاء موارد البلد وثروته واختصتهم أيضا بالسلطة، فانقرضت الطبقة المتوسطة أو كادت، واستحال المجتمع إلى طبقتين قلة غنية ثرية ثراء فاحشا وكثرة فقيرة فقرا مدقعا، يا رب اغفر لحكومتي تعذيب معارضيها ليل نهار، في السجون والمعتقلات أو في أقسام الشرطة، يا رب جاهر بعض عبادك من رجال الشرطة بمعصية التعذيب واستعمال القسوة حتى إنهم سجلوها كليبات على أجهزة الهواتف النقالة واستباحوا أعراض الناس وتداولوها على التليفونات المصورة. الحمد لله استجاب ربى لكثير مما ورد فى هذا الدعاء فأطيح بحكومة نظيف واستقبل سجن طره نظيف ووزراءه بدلا من المظلومين.
* يا رب ارزقني كما رزقت عبدك أحمد عز الثروة فجأة بلا حول ولا قوة، وأعطني كما أعطيت الوزير محمد منصور والوزير أحمد المغربي، إنك ترزق من تشاء بغير حساب، أمرك بين الكاف والنون إذا قلت للشيء كن فيكون، استخلفني على خزائن الأرض من غير حول مني ولا قوة، اللهم إنك شئت ولا راد لقضائك وأعطيت عبادك هؤلاء وغيرهم وأقاربهم وأصهارهم ثروة كبيرة فجأة وأعطيتهم أيضا سلطة ووزارات، اللهم ارزقني كما رزقت الجيل الجديد في الحزب الوطني الحاكم واستوزرني واجعل لي صديقا في لجنة السياسات يا رب العالمين. لم يستجب الله دعائي ولله الحمد والمنة على الستر والقناعة.
* اللهم اجبر خاطر عبادك الزملكاوية في شهر رمضان، واجعله بداية خير وعز ونصر لناديهم، ونجهم من كيد الأهلاوية ومؤامراتهم، ومن لسان شوبير ومجدي عبد الغني، ومن تفوق عدلي القيعي علينا في كل الصفقات السوبر، فإنهم لا يتركون لنا إلا الكسر من اللاعبين، اللهم انصرنا على فريق الأهلي في رمضان يا رب إن مشجعي الزمالك غلابة فقوهم ومنكسرون فارفعهم، وبدعاء الوالدين اعبر بمنتخبنا القومي للأدوار النهائية في تصفيات الدورة الإفريقية. لا تعليق .. غير أن نجدد الدعاء مع ملايين الزملكاوية وأمنيات بالتوفيق لحسن شحاتة فى مشواره بنادينا العريق.
* يا رب افتح بصيرة حكوماتنا العربية وألهمها الاهتمام بالباحثين والباحثات والأبحاث العلمية، اللهم إن قممنا العربية تنسى في كل مرة إفراد مقرراتها الاهتمام بالبحث العلمي إلا في قمتي الخرطوم وبيروت، اللهم حول هذه القرارات إلى واقع تطبقه الأمة العربية إذا شاءت ولوج عالم الكبار وحضارات الأقوياء، ارزقنا بكثير زويل في قطاعات العلوم والفنون، اللهم منا الدعاء وعليك الإجابة وتقبل صلاتنا وصيامنا وتوبتنا.
.....................................
اتمني ان ينال اعجابكم
.........
ابن غزة